أموال الخليج .. لقتل العرب
في القمة الآخيرة لمجلس البعران الخليجي اعلن عن ان الناتج السنوية لتلك الكنتونات الست يتجاوز مبلغ ألف مليار دولار العام 2011. وقال تقرير لإدارة الإحصاء في الأمانة العامة إن «السوق الخليجية المشتركة آخذة في التمدد واحتلال موقعها بارتكازها على قاعدة سكانية بحجم ؟45؟ مليون نسمة، وناتج قومي تجاوز التريليون دولار العام 2011، وتجارة خارجية اقتربت من 900 مليار دولار العام ذاته».
وفي الخبر أيضاً أن وزراء الخارجية والمالية في دول مجلس التعاون الخليجي عقدوا اجتماعا في الرياض بحضور وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي، الذي عبّر عن اعتقاده "أن لدى الإخوة في مجلس التعاون الخليجي شعورا بأن عليهم أن يقدموا الدعم المادي والتنموي لليمن خصوصا خلال العامين المقبلين".
لا نعلم ما الذي يدفع القربي لمثل هذا الاعتقاد، فـ"العرب" لم تأتيهم التوجيهات الغربية لمساعدة اليمن بعد، وربما لن تأتيهم مطلقاً وهم لا يعرفون الكرم ولم يسمعوا عنه. وهم لا يرون الأوضاع المأساوية في العالم العربي أبداً؛ هم لا يرونها في الصومال ولا في اليمن ولا في لبنان ولا في السودان ـ قبل وبعد التقسيم ـ ولا في موريتانيا ولا في أي بلد إسلامي يحتاج المساعدة من نواكشوط إلى القاهرة وصولاً إلى جاكرتا القابعة على اهتزاز الصفائح الزلزالية!!
من شيم العربي، كما علّمونا في كتب التاريخ؛ إغاثة الملهوف ونصرة الأخ وعون المحتاج ومساعدة المنكوب...الخ، فهل يملك العربان أي شيء من هذه الشيم العربية الأصيلة التي عاد ورسّخها الدين الإسلامي الحنيف!؟؟
كان من الممكن منع تقسيم السودان لو لم يتآمر العرب عليه ولم يتهاونوا، وكان من الممكن جعل السودان لو تم الاستثمار في أرضه، مزرعة عربية تكفي الشعوب العربية من الغذاء لأعوام قادمة مديدة؛ وكان من الممكن تحويل موريتانيا إلى حديقة على الساحل الأطلسي لو أراد العربان تطوير تلك البلاد ومساعدة أهلها ليعرضوا بضاعتهم هناك. وكان من الممكن ببساطة إيقاف الحرب في الصومال وتطوير هذه البلاد بدل الاستمتاع بمشاهدته يأكل بعضه بعضاً، وكان ممكن أن وأن... الخ، ولكنْ!!
لكنَّ الأموال العربية ليست لتطوير الواقع العربي والوضع العربي والعالم العربي. هذه الأموال هي لتخريب المجتمع العربي وضربه وجعله مستمراً في التخلف والفقر والجهل، لتتمدد كروش بعض العرب أمامهم كالحوامل؟ الأموال العربية يجري استخدامها لإفقار مصر وتجويعها وإركاعها وتمزيقها وإنهاء دورها القومي والعربي؛ والأموال العربية يجري استخدامها لتخريب ليبيا وتركها تنزف حتى لا يبق منها شيء خدمة للغرب ولمشاريع الغرب المهيمن على العربان وقراراتهم!! والأموال العربية تستخدم لبناء المستوطنات الإسرائيلية وتأكيد الوجود الإسرائيلي في أرض الحرم القدسي الشريف، وإنهاك الفلسطينيين الذين يساهمون بأيديهم أيضاً بهذا الضعف وهذا الوهن عبر الانقسام الذي يعيشونه؛ والأموال العربية يجري إنفاقها في صالات الغرب وعلى الباغيات من نساءه لتشبع بعض الجمال العربية شهوتها ونهمها و لتكمل فحولتها!!
و بعض الأموال الخليجية العربية جرى ويجري استخدام بعضها لتخريب سورية وقتل شعبها وتمزيقها حتى تتحوّل تابعة لهم وخاضعة لمشاريعهم الوسخة، وليكون قتلها عربون استسلام يقدمه هؤلاء رمزا للطاعة والاستكانة لسادتهم الغربيين والإسرائيليين، في أقذر مؤامرة عرفها التاريخ!!
لا، لن تستسلم سورية، ولن تركع أبداً. هم لا يعرفون سورية، هم لا يعرفون وطنية السوريين ولا سمعوا عنها في التعليمات الواردة إليهم من أسيادهم في توراة تسيبي ليفني وإيهود باراك.
أموال بعض أهل الخليج ستحرق الخليجيين أنفسهم قبل غيرهم وسترتد عليهم وبالاً. والسوريون لا يريدون مساعدة من هؤلاء وليسوا بحاجة لهم، ولكن السوريين يريدون أن يكفّ بعض الخليجيين عن إيذائهم، وأن يتوقفوا عن التفكير بأنهم بأموالهم يمكن أن يشتروا كل شيء؛ كرامة السوريين وعزتهم ووطنيتهم لا تباع ولا تشترى وليست للمساومة.
على بعض الخليجيين الذين تآمروا على سورية وأساؤوا إليها أن يعلموا أنهم سيدفعون ثمن خيانتهم وتآمرهم وعربدتهم؛ دماء السوريين غالية جداً وسورية أغلى وكل ما يملكون لا يساوي "ظفر" مواطن سوري ـ طفل كان أم شاب أم جندي قتل ـ أو تأذى بسبب أموالهم وخيانتهم.. كل مال الخليج لا يساوي دمعة واحدة لأم فقد ابنها أو أخت فقدت أخيها أو أب فقد أولاده بسبب الأموال الخليجية التي دفعها البعض لتخريب هذا البلد الطيب الآمن المسالم!!
سورية، أيها ألأغبياء، كانت وستبقى حرة عنيدة قوية شامخة، يحميها شبابها الذين يملكون قسوة قلوب النساء، ونساءها اللواتي يملكن سواعد الرجال! سورية تقولُ لكم خسئتم أيها ألأغبياء أن تسمحَ لكم أن تجربوا الفسق فوق أرضها الطاهرة التي وصفها الرسول الأعظم(ص) بأنها أرض الأمن والأمان!