الصراع المذهب الى اين!
ي بلغت حدة الصراع المذهبي في العالم الإسلامي ذروتها في ظل إخفاق كل المشاريع التقريبية و تراجع الدعوات إلى الوحدة الإسلامية , و بات لكل فريق طائفي إعلامه التكفيري و أدواته التي يجيّش بها أتباعه , و قد أخذ الصراع السني الشيعي منعطفا خطيرا لم تشهده حتى فترات التاريخ الأكثر سوادا في الماضي الإسلامي , و لم تبق إلاّ ساعة إعلان الحرب بين الفريقين اللذين مهدا فكريا و عقديا وإيديوجيا و علميا لهذه الحرب التي ستنهي العالم الإسلامي عن بكرة أبيه .
فكل فريق يتبنى إقصاء الآخر وإستئصاله , و كل طائفة تعتبر نفسها محتكرة الحقيقة و العقيدة الصافية و الجنة العالية , و الفهم الصحيح للإسلام , و كل من عداها في النار , و مبتدعة و خارج عن ملة الإسلام .
و الأخطر ما في الأمر أنّ هذه الطائفية البغيضة تعسكرت بفضائيات شعارها التكفير و الإستئصال و اللجوء إلى كل الوسائل الشرعية و غير الشرعية , وإلى كل الأدلة الحقيقية و المزيفية لتجريد الآخر من أي شرعية دينية و تقديمها على أنّها أخطر من الأعداء التقليديين للعرب والمسلمين ..
و كلما جبت العالم العربي و الإسلامي , أسمع ما يلي : في الجغرافيا السنية هناك من يقول سوف نقضي على الرافضة كما قضى عليهم الأمويون , ومن تلاهم من حكام , و في الجغرافيا الشيعية أسمع من يقول أنّ هؤلاء السنة أحفاد يزيد ومعاوية يجب أن يزولوا من الأرض و أن الأمر سيتولاه صاحب الأمر والزمان , وفي الجغرافيا السنية تسمع من يقول أقتلوا الروافض مكفري الصحابة , و في الجغرافيا الشيعية تسمع من يترحم على قاتل عمر بن الخطاب الخليفة الثاني المدفون في إيران .
هذه المنطلقات و الرؤى الآخذة في الصعود ستكون الشرارة التي ستجهز على العالم الإسلامي والذي أصبح اليوم مهيأ لأكبر معركة طائفية بل لأكبر حرب طائفية لم يعرفها الماضي الإسلامي عندما كان الخلاف المذهبي يندرج في سياق الرأي العلمي ومقارعة الرأي بالرأي , و الذي تطور وأصبح حروب قبائل و ممالك , بين القبائل المذهبية و الطائفية و كانت الخلاصة ضياع العالم الإسلامي و إنهيار الحضارة الإسلامية ..
و الإشكال العميق أن العقليات التكفيرية في هذا الفريق وذاك تنطلق من الماضي السحيق الذي لا يرقى إلى مستوى الإجماع بين المسلمين , فربّ رواية ضعيفة قد تفجرّ حربا بين السنة والشيعة , و ربّ قول مؤرّخ قد يسيل دماء قبائل لسنوات .
و لا يوجد أي محاولة جدية للتقريب بين المذاهب الإسلامية , فالتقريب في نظر السني هو تسنين الشيعي , و الشيعي يعتبر التقريب مدخلا لتشييع السني , و غير ذلك من الطروحات و الأراء تندرج في سياق المداراة عند السني و التقية عند الشيعي .
و إنعدام نخبة الموحدين الجديين الذين ينطلقون من هم وحدة المسلمين بدل الإنتصار للطائفة و المذهب زاد الطين بلة و كرس ظاهرة العلماء الذين يفتون على إيقاع ما يريده العوام , و قد تراكمت الأحقاد و الكراهية إلى درجة أن المسرح اليوم بات مهيأ لحروب الطوائف بين أبناء القبلة الواحدة ..
و المصيبة أن السني الذي يدعّي أنه ينتمي إلى تراث الصحابة و العارفين بخطّ الله تجده يكذب ويسرق و يزني و يسرق أموال الزكاة و لا يلتزم بالإسلام قيد أنملة , و الشيعي الذي يدعّي أنه ينتمي لعلي و الحسين تجده لصا وغادرا و ماكرا و فيه من كل صفات الشيطان , فما جدوى سنية بدون أخلاق الإسلام , و ما جدوى تشيع بدون أخلاق الإسلام ..
إن الوقت المتبقى لهذه الحرب الضروس بين أبناء لا إله إلا الله محدود , و مالم تنطلق محاولات صادقة وجدية للحفاظ على بيضة الإسلام و المسلمين فإن الحروب المقبلة ستكون بعناوين طائفة الله أكبر تغزو قبيلة الله أكبر , و معسكر الإسلام يطيح بمعكسر القرآن , و يصبح المشهد الدرامي معقدا عندما تترافق هذه الحروب مع وجود من يدعي أنه بالتأكيد من أهل الجنة , لكن هل أصبحت الجنة مأوى للحاقدين و المعقدين و القاتلين بإسم السماء سواء من هذا الفريق أو ذاك ...
فكل فريق يتبنى إقصاء الآخر وإستئصاله , و كل طائفة تعتبر نفسها محتكرة الحقيقة و العقيدة الصافية و الجنة العالية , و الفهم الصحيح للإسلام , و كل من عداها في النار , و مبتدعة و خارج عن ملة الإسلام .
و الأخطر ما في الأمر أنّ هذه الطائفية البغيضة تعسكرت بفضائيات شعارها التكفير و الإستئصال و اللجوء إلى كل الوسائل الشرعية و غير الشرعية , وإلى كل الأدلة الحقيقية و المزيفية لتجريد الآخر من أي شرعية دينية و تقديمها على أنّها أخطر من الأعداء التقليديين للعرب والمسلمين ..
و كلما جبت العالم العربي و الإسلامي , أسمع ما يلي : في الجغرافيا السنية هناك من يقول سوف نقضي على الرافضة كما قضى عليهم الأمويون , ومن تلاهم من حكام , و في الجغرافيا الشيعية أسمع من يقول أنّ هؤلاء السنة أحفاد يزيد ومعاوية يجب أن يزولوا من الأرض و أن الأمر سيتولاه صاحب الأمر والزمان , وفي الجغرافيا السنية تسمع من يقول أقتلوا الروافض مكفري الصحابة , و في الجغرافيا الشيعية تسمع من يترحم على قاتل عمر بن الخطاب الخليفة الثاني المدفون في إيران .
هذه المنطلقات و الرؤى الآخذة في الصعود ستكون الشرارة التي ستجهز على العالم الإسلامي والذي أصبح اليوم مهيأ لأكبر معركة طائفية بل لأكبر حرب طائفية لم يعرفها الماضي الإسلامي عندما كان الخلاف المذهبي يندرج في سياق الرأي العلمي ومقارعة الرأي بالرأي , و الذي تطور وأصبح حروب قبائل و ممالك , بين القبائل المذهبية و الطائفية و كانت الخلاصة ضياع العالم الإسلامي و إنهيار الحضارة الإسلامية ..
و الإشكال العميق أن العقليات التكفيرية في هذا الفريق وذاك تنطلق من الماضي السحيق الذي لا يرقى إلى مستوى الإجماع بين المسلمين , فربّ رواية ضعيفة قد تفجرّ حربا بين السنة والشيعة , و ربّ قول مؤرّخ قد يسيل دماء قبائل لسنوات .
و لا يوجد أي محاولة جدية للتقريب بين المذاهب الإسلامية , فالتقريب في نظر السني هو تسنين الشيعي , و الشيعي يعتبر التقريب مدخلا لتشييع السني , و غير ذلك من الطروحات و الأراء تندرج في سياق المداراة عند السني و التقية عند الشيعي .
و إنعدام نخبة الموحدين الجديين الذين ينطلقون من هم وحدة المسلمين بدل الإنتصار للطائفة و المذهب زاد الطين بلة و كرس ظاهرة العلماء الذين يفتون على إيقاع ما يريده العوام , و قد تراكمت الأحقاد و الكراهية إلى درجة أن المسرح اليوم بات مهيأ لحروب الطوائف بين أبناء القبلة الواحدة ..
و المصيبة أن السني الذي يدعّي أنه ينتمي إلى تراث الصحابة و العارفين بخطّ الله تجده يكذب ويسرق و يزني و يسرق أموال الزكاة و لا يلتزم بالإسلام قيد أنملة , و الشيعي الذي يدعّي أنه ينتمي لعلي و الحسين تجده لصا وغادرا و ماكرا و فيه من كل صفات الشيطان , فما جدوى سنية بدون أخلاق الإسلام , و ما جدوى تشيع بدون أخلاق الإسلام ..
إن الوقت المتبقى لهذه الحرب الضروس بين أبناء لا إله إلا الله محدود , و مالم تنطلق محاولات صادقة وجدية للحفاظ على بيضة الإسلام و المسلمين فإن الحروب المقبلة ستكون بعناوين طائفة الله أكبر تغزو قبيلة الله أكبر , و معسكر الإسلام يطيح بمعكسر القرآن , و يصبح المشهد الدرامي معقدا عندما تترافق هذه الحروب مع وجود من يدعي أنه بالتأكيد من أهل الجنة , لكن هل أصبحت الجنة مأوى للحاقدين و المعقدين و القاتلين بإسم السماء سواء من هذا الفريق أو ذاك ...