عذرا عذرا لا، يا يمن!
أحببتكَ حبَّ المتجّني
سامحْ واغفرْ سوءَ الظنّ
ذي دقاتِ القلب وفيّه
أنا لم أرضع إلا حُبّكْ
لم أتطلع إلاّ صوبَكْ
أحلى طعمِ الدُّنيا قُربكْ
يا من تسكنُ في جفنيّه
شرياني ينبضُ يا وطني
عافاك اللهُ من المِحن
وليرعَ حِماك من الفتن
وذراك على الأعداء عصيّه
الدهر صباحٌ و مساءُ
وبه مدحٌ وهجاءُ
صدقٌ، مكرٌ، ودٌ، داءُ
إلاّ عين العشق نديّه
أحداثُ اليوم تمزّقني
تؤلمني وطني، تعجبني
ما عدتَ كلحنٍ يطربني
يا من كنتَ السيمفونيّه
شجرُ الأرز تبدّل شوكا
صار الصِّدْقُ بأرضكَ إفْكا
صوتُ الحقِِّ تبدىّ شِرْكا
وتغشتنا المحسوبيّهْ
لغةُ الضاد بدتْ لي جوفا
قد لا أعرف فيها صرفا
فُرضتْ لغةُ العلم الأوفى
واستمتعنا بالعُجْميّه
تاريخُك وطني كالطلسم
بلغاتٍ دُرّس لم يُفهم
هل ترضى جيلك كالأبكم ؟
أم ذاك لضعف العربيّه؟
بعض معاني العيب تداعت
دربُ الشرّ بأرضك شاعت
خيرُ دروس الماضي ضاعت
إلاّ درسَ القبليّه
مات الرمح وعزّى سيفي
وسرى فينا داءُ الزَّيف
وتناسى العُرْبُ كرمَ الضيف
وتشدّقنا بالمدنيّه
كم نفسي للمجد اشتاقتْ
وديارُ الأهل علينا ضاقتْ
ورحابُ الغرْب لنا راقتْ
وتخَاذلْنا في الأممية
قد صار نتاجُك لا يكفي
أمسى خلّي يشتي حتفي
وأخي أمسى كالمتشفّي
ويداعبني بالقوميّه
قد كان الأهل حماةَ الثغرِ
وغدا الزهد سبيل النصرِ
والغدرُ ازداد, فهلا تدري؟
وتسلّحنا بالتبعيّه
خبرني ما طعمُ الوجد؟
أوجز لي أسباب الحقد
فمتى نصحو, قم للمجد
وتطير غبار الرجعيّه
رقصُ الديسكو حتى الفجر
ننسى معنى الحبِّ العذري
عنه رغبنا, حاشا شعري
ثمّ نُتاجر بالوطنية
أنت الماضي أحلى ذكرى
فيك الآيات غدت كبرى
فانا والله بكمُ أدرى
مسرى، مهوى البشريّهْ
قد صرتُ طريدا لا أهدأْ
وتزعزع في قومي المبدأْ
وتراجعنا, فمتى نبدأْ ؟
أين دعاة القوميَّه؟
كنا أسعدْ كنا أحمد
واليوم كلانا مستوردْ
"زوزو" , "فيفي" وجه أمردْ
شَبَهٌ حتى الصَّدريّه
نأتي طوعي لل"همبرغرْ"
نشرب وسكي ثم "هننغرْ"
نُمضي الليل سُكارى نَسهرْ
كيْ نلحق ركب "الهبيّه"
كنّا قبلُ الشعبَ الأمثلْ
أجيالٌ صارتْ تُستبدلْ
وسماتك ما عادت تُقبلْ
وأصالتنا هي منسيّه
الحرّ تشرّدَ في وطني
ويسابق زحفا للمدن
ويسِفُُّ ترابا من وَهن
ليضاهي أُممَاً غربيّه
أأجاري دوما من يغضبْ؟
وأداري حينا من يعتبْ!
ما يجري بحرٌ لم ينضبْ
ماذا تعني المحسوبيّه؟
قد صار الأهل ألِداءَ
أمسوا في البارد أعداءَ
وغدت أرضي بيداءَ
لصراعات فئويَّه
عفوا قد كنا أحبابا
واليوم غدونا أغرابا
في البيت الواحد أعرابا
نتقاتل باسم الحريه
ما في الدنيا أرض مثلكْ
رُسُلُ الباري هم من نَسلكْ
أهل التقوى دوما أهلُكْ
هم فرسانُ العربيّه
سأقول لمن يأتي بعدي
يمنا يا رمزا للمجد
وبكم تبدو سُبُلُ السعد
بلْ جنّة خُلدٍ ريحانيَه
لا ارضٌ غيرُكِ تعجبني
لا وطنٌ مثلُك يفتنُني
وسأنسج من ودي كفني
وأظّل عَشيق الكوفيّه
لن أقبل دونك أوطانا
وسأنفضُ عنك الأحزانا
سأحقّر دوما من خانا
ولتسطعْ شمسُ الحريه