يَا سَيِّدي أوباما
هناك في الحجاز
تلك القريبة
من بلد الحرمين
مسيراتة قد خرَجتْ
كسائرِ المَسيراتْ
هادئةٌ مُسالِمَةْ
تُطالِبُ الحكومةْ
أنْ تَرُدَّ للشعبِ الكرامَةْ
وَحَبَّةً منَ الحُقوقِ والعَدالةْ
وَرَغيفاً غيرَ مَخْتومٍ عليهِ "مَكرُمَة"
بلا شروطٍ وَبلا مُسَاوَمَةْ
فلماذا تتناساها
ولا تَطالُها
يداكْ
في بلدِ الحرمينْ
تناقُضَاتٌ مِنْ وَرَائها تناقُضَاتْ
فقرٌ وَثراء
وَقُنوتٌ ورِيَاء
وَمنْبَعُ النُّورِ وَليْلُ البُؤسَاء
وَفيها عَرَفاتْ
فيها السَّتَلايْت
فيها المَرْوَة ُوالصَّفَا
والكعبةُ المُشَرَّفَةْ
والهُوليدي أين
ذو الخمسِ نُجُوم
بهِ المَسَاجُ والبخورُ والحَريم
وَمَسْجدُ الحبيبِ المُصْطفى
وَكلُّ أنواع المُكيِّفاتِ والبَارات
وَبدْرٌ وَسُيوفٌ وَأُحُدْ
وَطائِراتٌ كالعذارى في خَلَدْ
عَنَّسْنَ في كَمَدْ
لمْ يَطْمِثْهُنَّ مُنذُ عقودٍ أحَدْ
منها خرَجَ العَدلُ وَلمْ يَعُدْ
منها خرَجَ المُلَّا سَعدْ
(ما أهْيَفَ القامَةَ وَالقَدّْ)
كانَ غلطةً تَسْتوْجِبُ الحَدّْ
ثمَّ انْوَلَدْ
هذا الوَلَدْ
يُقالُ عنهُ في البَلدْ
بِأنَّهُ يَفْرُكُ فِي الفِرَاغِ التُّمْبَاكْ
(خمسُ دنانيرٍ لِمَنْ يَجِدْ
فِيهِ غُشَّا)
في بلَدِ الرِّمَالِ وَالبترول
ثَمَّ العلوجُ أشْكالٌ وَألْوَانْ
وَكُلُّ أنْوَاعِ الامِاءِ وَالخُمُورِ وَالغِلمَانْ
مِنَ الهِنْدِ .. مِنَ السِّنْدِ .. وَمِنْ تَعْرِصْتَانْ
وَمِنْ أرُوبَّا وَإسْرَائيلْ
عَلى قَفَا وظهرِ مَنْ يَشِيلْ
لمْ تَحْلُمْ بِها
عَيْناكْ
فِي بَلَدِ الحَرَمَيْنْ
إسْلامٌ مُشَوَّهٌ كَالشُّيُوخْ وَالمُلوكْ
مُسْتَعْرَبونَ أصْلُهُمْ يَهودْ
الذَّاكِرُونَ اللهَ دائما
الحَافِظونَ دوْماً لِفُرُوجِهِمْ ـ ـ ـ
نشاطَها وَشكلَهَا المَعْهُودْ
يُفَضِّلونَ أكلَ الحُصْرُمْ
فِي كلِّ مَوْسِمْ
وَيزْهَدونَ بِالكَعْثَبْ
مُنْقَلِبِ العَدَّادْ
ذَوُو وُجوهٍ لا تَسُرُّ النَّاظرين
لا ينصُرونَ الضعيف
إلا حَسَبَ الظروف
أو أمامَ الكاميرات
أتدري بهذا؟
يا ابنَ اوباما
يا بَرَاكْ
في بلدِ الحَرَمين
يتَّقونَ النَّار بشقِّ تَمْرَة
وَتُحْرَقُ الشآمُ بالنَّار
ألْفَ مَرَّة
وَتُهْدَرُ المَلايين
وَكُلُّها في شرْعِهم كالصَّدَقات
هناك
حيث راتب الشيوخ
مُعتمِدٌ على العُمُولاتْ
فيها مَصَانعُ الفتاوى الوَطَنيَّة
وَمُنْتجات الحَجِّ والتكفير
والتزويرِ والتَّفْنيدِ والرَّجْعِيَّة
جاهزِةٌ للتَّصْدِيرْ
وَمَسْبَحَاتٌ صُنِعَتْ فِي الصِّين
قدْ ثُقِبَتْ على الطَّريقةِ الاسلامية
الاحْتِجاجُ دائما مَمْنوع
طَبعا بفتوى
والرأسُ للمُحْتَجِّ مَقطوع
بلا تُهْمَةٍ وَلا مُحَاكمَة
لكنْ بِرَغمِ كلِّ هذا
نَهَضَ الشَّعْبُ فيها كالمَدينة
مُطالباً بالعَدْلِ وَالكرَامَة
فلماذا تُرَاك
يا أباما
تُآزِرُ الإرْهابْ
وَتدْعُمُ الكِلابْ
وَتعْطِيهم
قفاكْ
يا سيدي اوباما
كيف لنا تصْديقَ دَعْوَاكُمْ
بِأنَّكُمْ أهْلُ الديمقراطية
والعدلِ والحرِّيَّة
دونَ سِواكمْ؟
وَأنكم كما تقولونُ لنا ـ حاشاكمْ ـ
مِنْ أكرَمِ الناسْ
تَخْلَعونَ عنكمُ القَميصَ للبَرْدَانْ
وبعدها
بِصَدْرِكُمُ المُجَرَّدِ العَرْيانْ
تُطلقونَ النارَ في الجنازاتِ وفي الاعرَاسِ والمَساجد
فتقتلونَ الاطفالَ والنِّسْوانْ
وَتزعُمُونَ أنهم طالبانْ
إنْ لمْ تَكُنْ تلكَ دَعارَةْ
لسْتُ إذنْ أعْرِفُ ما هي الدَّعَارَةْ
يا سيدي الشريف
يا اباما
بِحْيَاةِ عينيك
يا ابنَ بَراك
قُمْ أرِنا عرْضَ كَتْفَيْكْ
وَاحْشِ الديمقراطية
في قفاك
والله
يَرْعاك
هذا ضميرُالزَّمَنِ الاسْودِ كالبترولْ
القابع في أرضي
مثلُ أبي الهُولْ
منذ ألوف الاعوام
يا أيها الحظُّ تَغيَّرْ
أما شَفَيْتَ بَعْدُ غِلَّكْ؟
فإذا لمْ تسْتطعْ فامْضِ
يا قدَراً حَطَّ عَلى صَدْرِ سام
لا تَتَعَوَّدْ على المقام
أيامُكَ معدودة
وقُطْعانُكَ مَوْؤودة
فإنهم حثالة إلى الزِّبالةْ
لكنهم يفتون
أكثرَ مما يعْزِلون
ماذا أقولُ عنْ نزَاهةِ المُفْتين
ممَّنْ عشِقوا التكفير
عِشْقَ اليهودِ للفتنةِ والتدمير
مَنْ بِأتْفهِ الفتاوى
نكبوا الدِّينَ وَغَرَّروا بكلِّ مَنْ على نِيَّاتِهمْ
قد حَسِبوا سام بَني خيبَرْ
وَجَنَّدُوهُمْ زُمَرَاً بالجنسِ وَالحورِ العِيِنْ
كَمْ جَاهدوا باليَدِ واللسان
مِنْ كوسُوفوا إلى الفيلبين
وَ
in between
إلا فِلسْطين
تَقَرُّبَا إلى اباما
وإسرائيل
والاتراكْ
اليومَ أعَرِّيكمْ جميعا وَأغَطِّيكمْ
لأنكم لا تُؤْمَنون
حتى على عوراتكم
يا كتلة الشرِّ وآذارَ وَأيلولْ
في ربيعكم هذا اللقيطِ هذا الفأرْ
البائسِ البذيء
المُنْحَطِّ والحقير والرَّديء
الذبابة الوَضيعِ كالقرودِ واليهود
يا مَنِ اشتريتمُ الإرهابَ في المَزاد
كالاماءِ والنعامِ والاولاد
بلحيةِ النفاقِ والزبيبة
بدماءِ الابرياءِ في اليمن وليبيا
في العراقِ وفي سوريا
في لبنانَ وفي فلسطين
اليومَ أعَرِّيكم
وَأنزَعُ القناعَ والحِنَّاءَعنْ وجوهكم
واليومَ أناديكم
أنتمْ فِراخٌ لبني النُّضَيْر
فَقَّسْتُمْ هنا
فأصبحت بلادنا الطهورة
بِرِجْسِكم حظيرَة
وأحفادَ سَدُوم
أنتم أجْبنُ مِنْ أنْ تتمنوا الموت
لنْ يدومَ هذا العهرُ
لن يدوم
عليكمُ اللعنةُ والعار
ما لعنَ اللاعِنُ فَجْراً حَمَدا
ما سَألَ اليتيم شَوْقاً بَرَدى
كلَّ يومٍ عنْ أبيهِ وَأخيه
وَأمِّهِ وَبيته الذي رَبا فيه
ثمَّ لمْ يَعُدْ يُؤْوِيه
عليكمُ اللعنةُ والخِزيُ
إلى يَوْمِ الدِّينْ
يا رَبَّنا عَفْوَكَ
نرجو وَرِضاك
إرفِقْ بنا في ما جرت به المقادير
فأنتَ مَولانا
وما لنا
إلاك