@نحن إمة ضيعها > جهل آبناءها....وخيانة حكامها .... وفشل رموزها....وفتاوي مشايخها...! @آطماعكم >تطرفكم>آحقادكم>>>آلسبب...! @وزد فوق ذلك عيوبكم >تغريبة للإ سلام و آلعروبة.....!!!! @إلى متى هذا آلنوم؟ آين همم آلآجداد ...يا آبناء يعرب... ؟
هل الإسلام صالح لكل زمان ومكان ؟


لقد درسنا في المدارس العربية والإسلامية أن الدين الإسلامي دين ودنيا ، وأنه صالح لكل زمان ومكان . لم نكن نعرف معنى ذلك بالضبط ، ولم تكن لدينا الجرأة لنسأل عن معنى هذه المصطلحات التي كانت أكبر من أن تفهمها عقولنا الصغيرة التي عودت على التلقي والقبول دون نقاش أو اعتراض . وأي صوت نشاز كان يكفر ويتعرض لأشد العقوبات من قبل أقربائه والمجتمع .

لم نكن نعرف من تاريخ الإسلام إلا ما كان يروى لنا من أنه شيد حضارة عظيمة في وقت كانت فيه أوربا تغط في سبات عميق . وكنا نتلقى في المدارس أن الدين الإسلامي هو الدين الحق ، وما عداه من الديانات والمعتقدات الأخرى كلها محرفة وغير صحيحة ، وأن غير المؤمنين بالدين المحمدي هم كفار جزاؤهم جهنم خالدين فيها . كانت فرائصنا ترتعد لسماع ذلك .

بالنسبة لي أنا شخصيا ، بعد أن كبرت ودرست الفلسفة والمنطق ، صرت أتساءل بيني وبين نفسي عن بعض الأمور دون أن أجاهر بذلك خوفا من أن تلصق بي تهمة المروق من الدين. بدأت أطرح أسئلة كثيرة على نفسي ، مثل :
ـ إذا كان الدين الإسلامي من عند الله ، وكان هو الدين الصحيح ، لماذا لم يؤثر في سلوك المؤمنين به ؟ لماذا ينتشر الفساد والرشوة والمحسوبية والغش وسوء التسيير والنفاق في بلدان الهلال ؟ لماذا تكثر الأوساخ والفوضى في شوارع قرى ومدن المسلمين ؟
ـ إذا كان الدين الإسلامي هو الصحيح ، لماذا لم يتطور المسلمون ولم يخرجوا من تخلفهم الكاتم على أنفسهم ؟ لماذا يهربون من بلدانهم ويطلبون اللجوء إلى بلدان الصليب ؟ هل يهرب الناس من الخير إلى الشر ؟

وكنت إذا صرحت بهذه التساؤلات لبعض الأصدقاء كانوا يردون علي بأن سبب ذلك يعود إلى عدم تمسك المسلمين بدينهم .وكنت أرد : هل الإسلام قابل للتطبيق في الحياة العملية ؟ وهل فعلا يصلح لأن يكون دستورا تساس به الدول ؟ وبقيت هذه التساؤلات من دون إجابة في ذهني ، وكنت مترددا.

في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن العشرين ، سمح لإسلاميي الجزائر بإنشاء حزب أطلق عليه اسم "الجبهة الإسلامية للإنقاذ". لقد استقطب أعدادا هائلة من الجزائريين .وبما أن الشعب الجزائري له عاطفة دينية قوية ، فقد صوت في أغلبيته على الإسلاميين في الانتخابات البلدية والبرلمانية . في هذه الأثناء كان الإسلاميون يخرجون في مظاهرات عارمة حاملين لافتات مكتوب عليها بالخط العريض "الديمقراطية كفر" ، وكانوا يحتلون الساحات العمومية ، وكانوا يتوعدون معارضيهم بأشد العقوبات . وكانوا ينادون على رؤوس الأشهاد  بأن حزبهم هو حزب الله ، وأن الأحزاب الأخرى هي أحزاب الشيطان ، وأن من ناصرهم مأواه الجنة ومن عاداهم مثواه جهنم و بئس المصير.
ولحسن الحظ تدخل الجيش وألغى المهزلة الانتخابية ، ولكن ثمن ذلك كان باهظا .

رغم كل ذلك كنت مترددا ، وكنت أقول لنفسي أن العيب في المسلمين وليس في الإسلام ، وكنت أسمع ذلك من أسرتي ومن أصدقائي ومن معارفي . قلت لنفسي سيعي المسلمون أخطاءهم وسيسعون لتصحيحها وسيلحقون بركب الحضارة أو على الأقل يقتربون منه.
ولكن أمور المسلمين لم تنفك في التدهور في جميع الأصقاع . بدأت المأساة في الجزائر في بداية تسعينيات القرن الماضي بالقتل والتدمير والحرق . وكان لدى الناس بعض الشكوك فيمن يقوم بهذه الأعمال الشنيعة ، وقد غذى ذلك دعاية الإسلاميين ومن والاهم من طوائف الخليج ومستقبليهم من بلدان الغرب ، وقد راجت عبارة :" من يقتل من ؟ Qui tu Qui ? " . لقد كنا نعرف بعض من يحرق ويدمر ويقتل ، لأنهم جيراننا وسكان حينا .
استمر التدهور بتفكك العراق وليبيا وسوريا واليمن وأفغانستان ونيجيريا ، وانتشار الإرهاب في تونس ومصر. قد يقول قائل أن سبب ذلك هو حكم الدكتاتوريات لتلك البلدان مدة طويلة ، وأن الأعمال التي يقوم بها الإسلاميون ما هي إلا رد فعل لمواجهة الظلم والقمع . هذا في جزء منه صحيح ، ولكن لماذا يستمر الإرهاب في تونس التي جرت فيها انتخابات ديمقراطية تميزت بالنزاهة والشفافية باعتراف حزب النهضة الإسلاموي ؟
عندها بدأت الأمور تتضح لي . وعندئذ تيقنت أن الدين الإسلامي في صورته الحالية هو عامل لا استقرار وفوضى . لذلك على المسلمين أن يجددوا دينهم، وأن يتخلوا عن فكر "سلفهم الصالح" ، وأن يأتوا بفكر يتناسب وعصرهم الذي يعيشون فيه ، وأن يبعدوا الدين عن الحياة العامة ، وأن يجعلوا منه قناعة شخصية خاصة بين الفرد وخالقه . إن الفكر الإسلامي المجتر ، والذي يمثل عادات وتقاليد البدو في شبه جزيرة العرب في القرون الوسطى،  لن يخرج المسلمين من الهوة السحيقة التي سقطوا فيها .
لو كان الإسلام صالحا لكل زمان ومكان لكان المسلمون أكثر الأمم تقدما وتطورا.