من هذا الحمار
سلمان!
ملك مصنوع من الغبار
يظنّ الشمس تشرق لأجله
ولولاه ما طلعَ النهار
ينتفّ شعر إبّطه
ينتفّ شعر أنفه
ينتفّ حتى شعبه
ولا يشعر بالخزيّ أو بالعار
يسرق الثروات
ويأكل الخيرات
ويضاجّع الأمهات
ولا يعرف عدد أطفاله الصغار
كيف لا يصيبنا الإنبّهار
كيف لا يصيبنا الدوار
إذا صار رباً
ينزلّ بأمره الأمطار
وصار رباً
يقررّ من هم المؤمنين
ومن هم الكفار
وصار رباً
يدخل من شاء جنته
ويدخل من شاء النار
فيا جلالة الملك الحمار
يا صاحب الأمر والقرار
يا من يعيش على النفط
في القصور خلف الأسوار
يظنّ نفسه عنترة زمانه
كأنه شمس تدور حوله الأقمار
يفتعلّ حرباً
ويقتلّ شعباً
ويؤجّر كلباً
كي يبررّ له هذه الاستعمار
ضميره مأجور
وعقله مخمور
وأبوه مسعور
وعائلته كلها من سلالة الفجّار
أخبرنا يا جلالة الملك الحمار
أخبرنا كيف احتكرّت الإذاعات
وكيف صادرت كلّ الشاشات
وكيف علمتّهم في نشرات الاخبار
أن يكذبوا علينا
ويضحكوا علينا
فتصير الهزيمة انتصار
ويصير الهدمّ والتدمير إعمار
ويصير الأمن ذريعة للقتل
والدمار
وتصير ملكاً مع أنك في الأصلّ
حمار
يا جلالة الملك الحمار
يا من تجري من تحته الأنهار
ويعيش على حسّه البغال والأبقار
كأنه هارون الرشيد أو ربما
شهريار
ليس الذنبّ ذنبك
أنك ملك حمار
فكلّ الذنبّ علينا
وكلّ الحقّ علينا
فنحن شعوب
مليئة بالعُقدّ
نكره الرذيلة
ونعشق شهوة الجسدّ
وفي انفصام الشخصية
لا يجارينا أحدّ
نحن شعوب
عربية قذّرة
عقولنا محصورة
في شرعية العوّرة
وتاريخنا كله
بطولات كاذبة ومزوّرة
نحن شعوب
منهارة محطمّة
صراخنا عريض
لكن الشفاه مُكممّة
والكذب فينا
يستحيّ منه
حتى مسيلمّة
نحن شعوب
تعيش حالة ازدهار
تستحقّ على غبائها
جائزة نوبل أو أوسكار
تاجرنا باسّم الربّ
وجعلناه مجرم حربّ
فصرنا حميراً نحمل الأسفار
يا جلالة الملك الحمار
أخبرك باختصار
ليس الذنبّ ذنبك
بل الذنبّ ذنبنا
والحقّ علينا
فنحن أصلاً
يا جلالة الملك الحمار
شعوب تعشق الاستحمّار
على حافة العرب
في بلادنا يغتالوا يوسف
ويتهموا الذئبّ بدم القميص
في بلادنا كل شيء عالي وغالي
إلا المواطن فيه واطي ورخيص
في بلادنا مسموح لك أن تموت
ولكن دفنك يحتاج إلى ترخيص