فقيه السلطان المستبدّ
وكذلك جعلنا لكل نبيّ عدوّاً شياطين الإنس
والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا)
المرأة الفاسدة ، قد تفسد أخلاق فرد ، أو
عشرة أفراد، أو مئة فرد..
لكن فقيه السلطان المستبدّ ، يدمّر أمّة
، بأسرها ، وذلك ، لأنه
:
· يزيّن للحاكم الستبدّ ، أفعاله البشعة
.. فيستمرّ في فعلها، مطمئناً إلى أنه يؤدّي أعمالا صالحة ، لايؤاخَذ عليها ، في الدنيا
أو الآخرة
!
· يخدع الناس - عبر فتاواه الضالّة - بأن
حاكمه الفاسد المستبدّ ، إنسان فاضل صالح ! وعليهم ، بالتالي ، السمع والطاعة ، له
؛ بل الاقتداء به ، إذا احتاجوا إلى قدوة صالحة ! فينحرف كثير من الناس ، الذين يصدّقون
فتوى الفقيه : عن جهل .. أو عن ضعف فكري ، أو خلقي .. ينحرفون : ديناً ، وفكراً ، وخلقاً
، وسلوكا!
· الشباب ، الذين لديهم وعي وإخلاص ، ويتوقون
إلى إصلاح مجتمعاتهم .. يصابون باليأس والإحباط ، حين يرون حاكماً فاسداً ، يزيّن له
فسادَه ، عالم فاسد ، بدلاً من أن ينصحه بالصلاح والاستقامة .. هؤلاء الشباب يندفعون
، في الاتّجاه الآخر، المناهض للحاكم وفقهائه .. ويلجأ الكثيرون ، منهم، إلى العنف
.. لتغيير الأوضاع الفاسدة ! ويحملون السلاح ، في وجوه حكّامهم ، ووجوه من يساعد هؤلاء
الحكّام ، من موظفين ، من : رجال جيش وشرطة ، وموظفين عاديين، يخدمون في بعض مؤسّسات
الدولة ! ويجد هؤلاء الشباب المندفعون ، فقهاء ومفتين ، يزيّنون لهم أعمالهم ، أو يحضّونهم
عليها ! وقد يكون بعض هؤلاء الفقهاء والمفتين، جهلة في العلم الشرعي ، وفي أمور الحياة
العامّة ، لاسيّما السياسية ، منها .. فتغرق المجتمعات ، في دوّامات من العنف ، والعنف
المضادّ .. لايعلم مداها ، إلاّ الله ، عزّ وجلّ ! ويُلبس هذا ، كله ، ثوباً دينياً
، يعكس صورة سيّئة، عن الإسلام والمسلمين ، في نظر الغرباء .. ويتّخذ منه شياطين الإنس
، المتربّصون بالأمّة ، ذريعة ، لتشويه صورة الإسلام ، وتنفير الناس : في بلادهم ،
وفي العالم .. من هذا الدين ، ومن أتباعه ، جميعاً !
· ولو التزم علماء السلاطين ، هؤلاء ، بأحكام
الإسلام ، وأخلاقه ، وآدابه .. في الوعظ والإرشاد والنصح ، في تعاملهم ، مع حكّامهم
.. لارتدع كثير من الحكّام ، عن فسادهم .. ووثق الناس ، عامّة ، بهؤلاء العلماء ، فالتفّوا
حولهم ، يسمعون كلامهم ، ويطيعونهم .. وابتعدوا عن الأخلاق المنحرفة ، والأفكار الفاسدة
، والسلوكات الهابطة.. وابتعد الشباب المخلص المتحمّس ، عن الأفكار المتطرّفة المؤذية
، المشحونة بالجهل والتعصب .. وانعكست صورة الإسلام الناصعة ، في أذهان الغرباء ، بدلاً
من الصورة السيّئة .. وسحبت من أيدي المتربّصين بالإسلام ، الذرائع التي يتذرّعون بها
، لتشويه الإسلام ، واحتقار المسلمين.. والخوف منهم ، ومن انحرافاتهم المؤذية للناس
، في أنحاء الأرض
!
· فأيّ الشياطين ، أشدّ خبثاً ، وإيذاءً للإسلام
وأهله ، والعالم : ألف امرأة فاسدة .. أم فقيه واحد من فقهاء السلاطين !؟
· إن أيّة قراءة ، لسير العلماء الصالحين
، وسير الفاسدين المحسوبين على العلماء .. في التاريخ القديم والحديث ، كفيلة بأن توضح
خطر الفاسدين ، على الأمّة ، وتبرز عظمة الصالحين ، الذين أنقذوا الأمّة ، في مواقف
شديدة الصعوبة والخطر!
ولله الأمر، من قبلُ ، ومن بَعد.