@نحن إمة ضيعها > جهل آبناءها....وخيانة حكامها .... وفشل رموزها....وفتاوي مشايخها...! @آطماعكم >تطرفكم>آحقادكم>>>آلسبب...! @وزد فوق ذلك عيوبكم >تغريبة للإ سلام و آلعروبة.....!!!! @إلى متى هذا آلنوم؟ آين همم آلآجداد ...يا آبناء يعرب... ؟
الفكر الوهابي التجهيلي!

التدين كان ،ولم يزل، وسيظل اخلاقيا وجميلا ولا اعتراض عليه اذا انحصر في العلاقة بين الانسان وخالقه، واذا ترجم لممارسات اخلاقية تساهم في مد جسور من الحب بين الناس ، وتعمق التعاون ، والمساواة ، والعدالة ، وتحث الناس على العمل الخير الذي يعود بالنفع على جميع افراد المجتمع.

  الديانات السماوية والتيارات الفلسفية المختلفة ركزت في نصوصها على جوهر التدين، وعلى اهميته وفوائده ،وليس على مظاهره التي قد تكون زائفة ومضرة للمجتمع ككل.ولهذا فقد اوضحت وبدون لبس ان التدين هو علاقة شخصية مباشرة بين الانسان وخالقه.فاذا التزم المخلوق بتعاليم الخالق، فانه سيجني ثمار طاعة الاله وعمله الطيب بعد الموت. فاذا كان عمله صالحا ويتفق مع التعاليم الربانية، فسوف يحسب كحسنات توفر له مكانة مرموقة فى جنات النعيم الأزلية.

اما الديانات الغير سماوية، رغم ان بعضها لا يؤمن بالبعث ،فانها باركت التضحية والعمل الأخلاقي الطيب، ونهت عن كل ما يضر بالفرد والجماعة ،وعظمت محاولات الانسان للارتقاء بنفسه وتطوير قدراته الذاتية الخيرة ،ليصبح اكثر انسانية واكثر نفعا وعطاء للاخرين ،ثم ربطت بين هذه الممارسات بوصول اللانسان الى درجة الكمال كما هو الحال في البوذية والهندوسية.وبناء على ما سبق، فان التدين الصادق الذي يختاره الانسان بحرية وبمحض ارادته، يعتبر مرحلة متطورة من التفكير باركته كل الديانات ،وقبلت اهميته واهدافه السامية حتى الفلسفات الملحدة لأنه يخدم التقدم ،والأخاء ،والرخاء،والسعادة الانسانية.

في الاربعين عاما الماضية ،وبعد انتشار الفكر التجهيلي الوهابي، اصبحت اللحية رمزا للتدين والاستقامة ،وزادت اعداد الملتحين بشكل هائل وانتشرت كالنار في الهشيم، واصبح كل ملتح لم يكمل المرحلة الابتدائية بنجاح وحافظ لبعض الآيات القرانية وبعض الأحاديث، واعظا مفوها يوزع نصائحه على العباد، ويفتي في الدين، والطب ،والكيمياء ،والفيزياء، ويخرس اي مثقف بكلمات لا تتجاوز العشرين منها....."هذا كفر، لا يجوز شرعا، القران لم يذكر هذا، هذا تشبه بالكفار، لاوجود له في الحديث ،هذا حرام ،لم يفعله السلف الصالح"...لقد وظفوا هذه المظاهر الدينية اللحيوية لتحقيق اغراضهم الشخصية ،فاقاموا جمعياتهم، وتجمعاتهم ،ومليشياتهم ،وحاربوا كل عقل مستنير، واصبحوا خبراء في تقييم الآخرين، والحكم عليهم ،وتصنيفهم حسب مزاجهم وامراضهم النفسية ومفاهيمهم الضيقة.فمن يعجبهم سيذهب الى الجنة وهو انسان محترم ، ومن لا يعجبهم جاهل لا يفقه شيئا ومصيره في الدرك الاسفل من جهنم.

 الاسلام يرفض هذا الجهل والتخلف ويقول الله وحده هو الذي يحكم على البشر لأنه الوحيد القادر على معرفة ما يسرون وما يعلنون ،كذالك لا يوجد في القران آية واحدة تطلب من المؤمنين تربية لحاهم.تربية اللحية سنة والسنة ليست ملزمة وتطبيقها يعتمد على من يختار ذالك.

بعد اربعين عاما من هذه الهجمة اللحيوية، هناك الكثير من الاسئلة التي تطرح نفسها ومنها : هل تغير الواقع بعد هذا الانتشار الشعري في الوجوه؟ هل اصبح الناس اكثر صدقا واخلاصا وامانة واخلاقا؟ هل يخاف الناس في الوطن العربي الله اكثر من السابق؟ هل زادت عندهم ارادة الخير؟ هل يحاربون التسلط والظلم؟ هل يغارون على اوطانهم ويموتون من اجلها؟ هل حاربوا ظلم حكامهم وحاولوا اقامة انظمة حكم عادلة؟ هل طوروا العلوم والاداب والفنون؟ هل اطلقوا سراح المراة وحرروها من عبوديتها؟ هل ساهموا في بناء الحضارة العالمية الحديثة؟ هل حرروا شبرا واحدا من فلسطين او الجولان او الاسكندرون او عربستان او جزر الامارات؟ هل ازداد الايمان النقي النبيل الاهداف؟ هل اقاموا صناعة وزراعة حديثة؟ هل اصلحوا التعليم؟ لم يفعلوا شيئا من ذالك.

وفي المقابل فان موجة تدينهم هذه خلقت الكثير من البغضاء والخلافات الدينية ، والاثنية ، وساهمت في اشعال الحروب وتدمير الاوطان ، وقادت الامة الى تدهور اجتماعي وانحطاط اخلاقي ، فازدادت السرقات على جميع المستويات ، وعم النفاق والجهل والفقر ، واصبح المجتمع الواحد مجتمعات متناحرة ، وساد الجهل المقدس ، وايضا قيدت العقل ، ودمرت اثارنا العظيمة ، وفرقت بين الاخ واخيه ، والابن وابيه ، والزمتنا على العيش بذل في دولة كفرستان الموحدة ، التي كل شي فيها ممنوع الا طاعة ولي الامر والقبول بالظلم والتخلف. نعم زمننا هذا هو "زمن الجهل المقدس زمن الدين بلا ثقافة." ادعاء هؤلاء الجهلة بانهم يمثلون اي دين ، كذبة لا تنطلي على احد.الديانات والقيم الانسانية منهم براء.

الديانات التي اصلحت ، وساهمت في بناء مجتمعات انسانية عظيمة لا علاقة لهؤلاء بها ، والانسان الذي ارتكبوا كل هذه الجرئم بحقه ، سيرسلهم الى مزبلة التاريخ ويواصل مسيرته لبناء عالم انساني يليق به وبقدراته العقلية الهائلة