الإخوان جماعة طروادية خطرة
كنت ولا زلت وسأظل على قناعة تامة بأن الإخوان جماعة
طروادية خطرة لا تضمر خيرا حقيقيا لهذه الأمة وهذه الأوطان ، وإن تشدق دعاتها
وخطباؤها وزعماؤها كذبا وزورا و بهتانا بغير ذلك كل حين من على المنابر المختطفة و
في الصحف و الإذاعات و الفضائيات ومواقع الانترنت ..الخ ، وبأن لها ظاهرا سمحا و
باطنا قبيحا ، و بأنها في الباطن جماعة متلونة متسلقة نهمة أوجدتها ( الاستخبارات
البريطانية ) قبل أكثر من ثمانين عاما لتحقيق غايات خبيثة ماكرة مستترة !!، شأنها
شأن كل جماعات الاتجار بالمقدس على مر التاريخ وعصابات الإسلام السياسي ، ممن
يأكلون التراث أكلا لما و يحبون المال حبا جما !! وبأنها في سبيل تحقيق غاياتها
وأهدافها المستترة تلك ، تستغل – على نحو مفضوح – العاطفة الدينية لملايين البسطاء
( من الرعاع والغوغائيين ) على امتداد المعمورة و في أكثر من سبعين بلدا ، ملايين
البسطاء من غير القادرين على تمييز الغث من السمين ولا معرفة أو إدراك أنماط الشرك
الحديثة المعاصرة وطرائق الاستعباد الشيطانية المبتكرة التي يمارسها باحترافية
عالية سدنة المعبد المزيفون
كان هذا هو الموجز و المقدمة و
إليك صديقي القارئ بيان لرؤيتنا وما نذهب إليه بالدليل العقلي و التفصيل: للالتحاق
أو الانضمام إلى جماعة غامضة ذات طقوس خاصة كالإخوان يتعين ويتوجب على الفرد (
الصيد !!) المرور بعدة مراحل أولاها الحب (العذري العبيط !!) ، وثانيها التأييد
(الأعمى العميق!!)، وبعد أن يتأكد ذلك الحب و التأييد بشواهد كثيرة محسوسة و متعددة
يرتقي الشخص لمرتبة منتسب ويصبح عندها عضوا ( كامل الأوصاف !! ) من أعضاء القطيع ،
ولا بد في هذه المرحلة أن يؤدي العضو الجديد المنتسب قسم البيعة للمرشد و هذا نصه
: ( أبايعك بعهد الله وميثاقه على أن أكون جنديا مخلصا عاملا في جماعة الإخوان
المسلمين ، وعلى أن اسمع وأطيع في العسر واليسر والمنشط والمكره إلا في معصية الله
، وعلى ألا أنازع الأمر أهله ، وعلى أن ابذل جهدي ومالي ودمي في سبيل الله ما
استطعت إلى ذلك سبيلا ، والله على ما أقول شهيد
وبعد : لم يكن الإسلام يوما
بحاجة إلى جماعة و مرشد و قسم و بيعة ليثبت ويقوى أو ليدوم و ينتشر ، بل إلى طهارة
وتجرد وانتماء وعبودية خالصة و خوف حقيقي من الله ، ولكنها الكذبة الكبرى و الكيد
العظيم و التمزيق المطلوب و الدور الذي يجب أن يلعب ، و المخطط الشيطاني الذي يراد
له أن يتحقق و أن يمر في غفلة من و عي !! وبمراجعة وتأمل قسم البيعة ، يدرك كل ذي
لب وبصيرة أن كلمة ( جندي ) التي تضمنها النص لم ترد مصادفة أو اعتباطا ، بل
لتهيئة و تحضير عضو القطيع ( الصيد ) لمهام جلل مستقبلية ، فالجندية المرصودة
تتطلب السمع و الطاعة العمياء و الشراسة و تسليم القياد و تعطيل العقل وتنفيذ كل
المهام المطلوبة بغض النظر عن مدى طهارتها و وطنيتها أو لزومها و شرعيتها ، و
التحضير يجب أن يظل قائما وساري المفعول طالما التبريرات قائمة و الفتوى معلبة
جاهزة و الأمر صادرا عن أمير نافذ مسموع طاعته من طاعة الله
أما ( البيعة ) الموهومة فهي
ساقطة و لا مسوغات شرعية أو ضرورات منطقية لها في هذه الحال ، فهي لا تكون إلا
لخليفة مختار أو منتخب قادر على جمع شتات عامة المسلمين في دولة واحدة وتحت راية
واحدة و هو أمر مستحيل التحقق عمليا في عصرنا الراهن لأسباب لا مجال لذكرها ، أو
وال منتخب أو متغلب في قطر ما من أقطار المسلمين ، وهي في صورتها المشوهة و
المبتورة هذه تتناقض تناقضا تاما مفضوحا ليس فقط مع مبادئ الإسلام الخام غير
المطوع لخدمة أهداف وأجندات حزبية خاصة بل أيضا مع الانتماء الوطني الحقيقي
الوحدوي و المفاهيم العصرية للدولة الحديثة ، و في الوقت الذي تحتفي به أمم الأرض
قاطبة برموزها الوطنية وراياتها و تعمق حضورها في أذهان وعقول مواطنيها وأبنائها
المخلصين يريد الإخوان للإنتماء للوطن أن يتأخر أو أن يغيب ليتقدم بديلا عن ذلك
الإنتماء للجماعة و مرشدها
ألا ساء ما يحكمون !! أما عبارة
( وعلى ألا أنازع الأمر أهله ) فهي دليل قوي وبرهان واضح على أن قادة القوم مدجني
القطيع ومروضيه قد وضعوا نصب أعينهم هدفا لا يحيدون عنه ولا يريدون لأي كان من
داخل القطيع أو خارجه أن ينافسهم فيه أو ينازعهم عليه ، وهو الإمارة !! ، فهم أهل
دنيا بامتياز ، في تغافل واضح وتناس مقصود لنص الآية الكريمة : ( تلك الدار الآخرة
نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) سورة القصص
الآية 83 . وبقدرة قادر يتحول وجوب بذل ( الجهد والمال والدم في سبيل الله ) ، إلى
بذل وإهدار في سبيل تمكين قادة الجماعة ( الربانيين !!) من رقاب الخلق ، في اجترار
واضح ومقصود لكل خيبات ومآسي تاريخنا السياسي المخزي !! وبعد :لقد عرف الإنسان
الله قبل أن يعرفه الكهنة والرهبان و الأحبار والمستشيخين ، والإسلام كدين لا
يعترف بسلطة ما لكاهن أو راهب أو حبر أو مرشد !! ، وهو شريعة لا تتقيد بحرفية النص
بل بمصلحة الناس على اختلاف طوائفهم وألوانهم ، ويجري إخفاء ذلك عامدا والتبشير
بدين جديد ، دين مشوه ناقص مبتور ، يراد لنا أن نرثه عن حسن البنا وصبيانه ، دين
سلبه ( عباد الكرسي و زبانية إبليس ) قلبه النابض وصوته العذب الجميل وأحالوه إلى
صنم أجوف ، دين قد يشبه الإسلام في شكله ولغته ومظهره ولكنه يختلف عنه عمليا بقدر
ما يختلف الميت عن الحي !! .