@نحن إمة ضيعها > جهل آبناءها....وخيانة حكامها .... وفشل رموزها....وفتاوي مشايخها...! @آطماعكم >تطرفكم>آحقادكم>>>آلسبب...! @وزد فوق ذلك عيوبكم >تغريبة للإ سلام و آلعروبة.....!!!! @إلى متى هذا آلنوم؟ آين همم آلآجداد ...يا آبناء يعرب... ؟

احزاب قبلية؟



الآحزاب السياسية هي القاعدة التي يبنى عليها نظام العدالة السياسية ودولة القانون والمؤسسات المنتخبة ، ولهذا فإن وجودها ضرورة سياسية لقيام نظام ديموقراطي تداولي يضمن حريات المواطنين ، ويمكن الشعب من إختيار ممثليه في السلطات الثلاثة : التنفيذية ، والتشريعية ، والقضائية .

* جميع ديموقراطيات العالم تقوم على أحزاب لها فلسفات سياسية مختلفة ، وأفراد من الشعب منضمون إليها ، وآخرون يؤيدونها ويشاركون في نشاطاتها ، وآخرون يعملون ضدها من خلال ارتباطهم بأحزاب أخرى ، أو إختلافهم في الراي مع أيديولوجياتها . كل هذه الأحزاب لها مكاتبها ، ووسائل إعلامها ، ونشاطاتها المتعددة للحصول على تأييد الناس وتصويتهم لها في الانتخابات ، وكل حزب منها يطمح ويعمل جاهدا للوصول إلى السلطة والحكم ، أو المشاركة فيه من خلال إئتلاف حكومي تفرضه نتائج الانتخابات كما يحدث عادة . أي أنها تتنافس بأسلوب حضاري يسمح لها أن تنتقد ، ما يمكن أو يجب انتقاده في فلسفات وسياسات الأحزاب المنافسة ، وتترفع عن إتهام بعضها بعضا بالخيانة ، والعمالة ، والتكفير إلا إذا كان عندها الدليل لاثبات إتهاماتها .

  * الأحزاب في هذه الدول تعمل من أجل الشعوب ، وتتنافس من أجلها ، وعندما تحكم تحكم لمصلحة كل الناس ، وتخدمهم بتحسين أوضاعهم ، وتختلف فيما بينها من أجلهم ، وتلتقي ، وتتعاون ، وتفترق من أجل تحقيق مصالحهم ، أي إنها تعمل من أجل مستقبل الوطن والمواطن . إن قوة الأحزاب في هذه الدول مستمدة فعلا من إرادة الشعوب ومن تأييدها ، ولهذا تسمى أحزابا جماهيرية لأن جمهور الناس العاديين هو الذي يخلقها ، ويقويها ، ويضعفها ، ويفشلها ، وقد ينهي وجودها إلى الابد .

* ألوطن العربي عانى منذ الاستقلال وحتى الآن من التخبط ، وعدم الاستقرار السياسي ، وفوضى إدارية ، وتسلط واستبداد حكام يحكمون حتى الموت . فمنهم من حكم أكثر من أربعين عاما ، وبقي السيد المطاع الحاكم المتحكم في الوطن والمواطن حتى عندما ...خرفن ... وعجزعقلا وجسدا ، وكانوا يدفعونه على كرسي متحرك ليتباحث مع قادة العالم ! ويدير شؤون دولته العتيدة ! ويعمل على استمرار عدالته البدوية القائمة على المحسوبية والفساد !

* الأحزاب السياسية والدينية التي ظهرت على الساحة العربية حتى عندما سمح بذلك الحاكم ، لم تتمكن من بناء قواعد شعبية راسخة تتمتع بنشاط سياسي مؤثر ، وفشلت في إقناع الناس ببرامجها ومصداقيتها ، ولم تتمكن من التغلغل في صفوف الجماهير لتصبح أحزابا جماهيرية لها تاثيرها ، وفشلت فشلا ذريعا وانتهى معظمها من الوجود. * الأحزاب الموجودة في الساحة السياسية الآن التي تسمح لها بعض الدول العربية بالعمل يمكن تصنيفها كالتالي :

  * أولا ، ألأحزاب التي أقامتها السلطة ويرأسها رجال موالون للنظام من أبناء عوائل متنفذة ، ووزراء سابقين ، ورجال فكر وثقافة موالين لها ومنتفعين منها .

* ثانيا ، ألأحزاب العشائرية ، هذه الأحزاب ليست إلا تجمعات عشائرية وقبلية ، لها إرتباطاتها بالنظام ، ولا تخدم إلا أهداف الحاكم ومصالح العشائر المتحالفة معة .

  * ثالثا ، ألأحزاب الدينية المسيسة كثرت أعدادها ، وأوجدتها جهات ودول لتستغلها في التآمر على الآخرين وضربهم ... سورية والعراق أمثلة حية على ذلك ... هذه الأحزاب تنوعت فلسفاتها الدينية وولاءاتها السياسية ، ... واتفقت على أن الله واحد ... ، واختلفت على كل شيء إسلامي أو سياسي آخر ، ... وحللت قتل المسلمين وحرمت قتل أعدائهم ... ، وكفرت بعضها بعضا ، وأقصت من يعارضها ، وقتلت ودمرت لا لنصرة الحق ومصالح الشعوب ، ولكن لدعم ونصرة مموليها والمتحكمين بها ، واستخدمت العاطفة الدينية القوية عند الانسان العربي للتأثير في الناس وكسب تاييدهم .

  * كان بإمكان هذه الاحزاب أن تتحول إلى أحزاب جماهيرية وتقدم للأمة خدمة جليلة ، لو أنها تبنت برامج سياسية منفتحة ، وآمنت فعلا بالديموقراطية الحقيقية وتبادل السلطة ، وأحترمت دولة القانون ، ودافعت عن التعددية والاختلاف الديني والثقافي والحريات العامة ، وساوت بين مكونات المجتمع . لقد فشلت بعد وصولها إلى الحكم في مصر ، وتونس لأسباب عدة منها أنها انشغلت بمحاولاتها للسيطرة على مفاصل الدولة ، وإعطاء الأولوية للمنتمين إليها ومؤيديها في الوظائف والجيش والقضاء ، وحاولت فرض أجندتها الدينية التي يرفضها أتباع الديانات الآخرى من المواطنين ، ونسيت أنها إنتخبت لتمثل كل الشعب وليس حزبها وأنصارها فقط .

  * رابعا ، نظام الحزب الواحد الذي جرب في مصر أكثر من مرة ، وفي تونس ، والجزائر ، وسورية ، والعراق ، واليمن الجنوني ولم يحقق إلا المآسي والمصائب ، ودمر أكثر بكثير مما بنى . وإن تجارب وفشل وتجاوزات اليسار الماركسي ، والأحزاب الاشتراكية ، والحركات القومية ، والبعث دليل على أنها كانت أحزابا تسلقية ، ومنغلقة على نفسها ، ومرفوضة من الجماهير .

* خامسا ، الأحزاب الطائفية التي ظهرت في الساحة الاسلامية وركزت على إحياء الخلافات المذهبية خاصة بين السنة والشيعة. هذه الأحزاب أوجدتها قيادات دينية مشبوهة ، ودعمتها أنظمة عربية لأسباب سياسية ودينية . إنها ليست أحزابا . إنها في الحقيقة كوارث من الممكن أن تخلق حروبا أهلية لا نهاية لها ، وتضر ضررا بالغا بأوطاننا وشعوبنا .

* سادسا ، ألأحزاب التي لها برامجها والتي تسعى إلى إقامة ديموقراطيات حقيقية وتوجد في عدة أقطار عربية . إنها تمثل أمل الانسان العربي في إنهاء الديكتاتوريات القائمة ، ودمقرطة وطننا في المستقبل . لكنها ما زالت ضعيفة ، وفشلت في التحول إلى أحزاب جماهيرة مؤثرة وقادرة على لعب دور هام في صناعة القرار السياسي . إنها لا تستطيع التصدي للتيار الحزبي القبلي الديني المسيس لأنه أكثر شعبية منها في صفوف الجماهير . السبب في ذلك هو أن الشعب العربي لم يجرب طيلة تاريخه المشاركة في حياة حزبية جماهيرية تكون رافعة حقيقية لمجتمع مدني مؤسساتي وديموقراطي . وإن جهل المواطن العربي بأهمية العمل الحزبي في بناء الدولة الحديثة ، وولائه للعشيرة والعائلة ، وعدم ثقته بالاحزاب الموجودة في الساحة ، وخوفه من السلطة كانت وما زالت من الأسباب التي أدت إلى عدم دعمه لهذه الأحزاب والانضمام إليها .

   * الأحزاب السياسية في العالم تتنافس للوصول الى السلطة بشكل حضاري كما ذكرنا . إنها تعمل جميعا لخدمة الوطن ، وتتعاون وتنسق معا . إنظروا إلى أحزابنا جميعها ... الدينية منها وغير الدينية ...! كل حزب يكذب على الناس بالقول إنه الوحيد الذي يعمل لخدمة الأمة ، ويتهم الأحزاب الأخرى بأبشع التهم ، ولا يتردد في استخدام النفاق السياسي ، وتهم الرجعية ، والعمالة ، والتكفير ، ونظرية المؤامرة ضدها . للأسف هذا هو الحال بين الأغلبية الساحقة من الأحزاب العربية .

* أحزابنا هذه قبائل متناحرة على النفوذ والمكاسب . لقد فشلت في السياسة ، والاقتصاد ، والاجتماع ، وتحولت إلى أداة تدميرية تقتل الأبرياء عشوائيا ، وتثير الحروب والنزاعات الطائفية لحماية أنظمة فاسدة . إنها أحزاب ملوثة بالكراسي ، والمال السياسي ، وحب السيطرة ، وبالانقساملت العربية والدينية والطائفية والجهل والتخلف .

  * ألأحزاب الدينية والطائفية تعاملنا وكأننا ما زلنا نعيش في القرن الثاني عشر ، وتدفعنا للاقتتال ، وللهروب من الحاضر إلى الماضي ، وتعمل على إبقاء عقلنا نقليا ماضويا ، ومشغولا بأمجاده التاريخية . والأحزاب العلمانية ، والليبرالية ، واليسارية لا تقل سوأ عن الأحزاب الدينية والطائفية في نهجها وضيق أفقها ، وفي جمودها ، ورفضها للآخر ، وإقصائها لمن لا يتفق معها . أحزابنا هي في الحقيقة امتداد للقبيلة بكل مكوناتها العقلية ، والجهوية ، والاجتماعية ولا يمكن أن تقودنا إلى تكوين مجتمع ديموقراطي .

  * الديموقراطية والحرية تقوم على مفهوم الوطن الواحد الذي تتساوى وتتشارك في بنائه وسياساته كل أطياف المجتمع . إنها لا يمكن أن تبنى على فكرة ... الجماعة القبلية أو الدينية ... ، وإنها لا تطبق وتزدهر في المجتمعات المتخلفة لأنها موصلة بحبل سري يربطها بالعلم ، والثقافة ، والوعي الاجتماعي ، وبارادة الشعب ، ....ولهذا فإنها لا تمنح للشعوب بقرار من أي كان .... وتنتزع بالتضحية والكفاح .