مفاسد موروثة
إنه الفزع الأكبر في بلاد الخليج، عمَّ الفساد في البر و البحر، و أصبح من المعيب أن لا نتطرق لهذه الآفة التي قد تمتد لا سمح الله إلى مناطق أخرى في بلاد المشرق. ينقسم الشذوذ في الخليج إلى أنواع رثَّة، كقُبحِ حتّّى، في مواضع شتّى. أنواع الشذوذ تشمل الشق الجسدي إلى الفكري، فالإجتماعي، و الديني إلى الإنساني و ما ملكت أيمان المعاني.
تعتبر العادات الإجتماعية في الخليج من أهم الأوبئة التي مني بها هذا الشعب، و زاد الترف المفاجئ الأزمة. يكفي لنأخذ عينة عشوائية من بلد خليجي لنجد أنفسنا أمام ظاهرة تستحق الدرس، و يقف عندها فلاسفة و تجعل فرويد (FREUD) يحك في رأسه. كيف يمكن لبلد يعتبر فيه الشذوذ الجنسي من محرمات الأرض و السماء أن نجد أعداد مخيفة من الشاذين؟ لا يخلو ضف ثانوية عامة من هذه الآفة. و لا نبالغ لو قلنا أن العدد يتجاوز الربع، و هذه شهادات من الداخل. لماذا في بلاد الغرب حيث يتم التبشير و التحليل و الدعاية لألوان الشذوذ نرى فقط طالب واحد شاذ في الصف؟ تفسيري لظاهرة هذا اللون من الشذوذ أرجعه لعدة أسباب:
١) الطقس الحار و الطعام الحار الذي ينسفه أهل تلك المناطق يساعد لإيقاذ الشهوة الجنسية.
٢) العادات الإجتماعية التي تساهم بالفصل بين الجنسين تساهم بتحويل الفقرة ١) إلى شذوذ، حيث في ذروة النشاط الهورموني للمراهقين، و هذه الذروة توقع الشخص في الحب، و لكن لا يوجد الجنس الآخر لإبداعات التخيلات عند المراهقين و بالتالي الضحية تكون من نفس الجنس. لذلك تكثر في هذه البلاد البويات، و الغيرلات.
المفسدة الثانية، تتجلي بالشذوذ العنصري، حيث يعتبر الخليج من أبرز البلدان التي حافظت على الطابع الجاهلي و هو العبودية. حيث يعتبر أهل هذه المناطق الغرباء عبيد، و منهم العبدء الكفوء صاحب الخبرة، و منهم عبد العبيد الأنجاس المناكيد و هؤلاء يبنون الأبراج و الأهرام في الخليج و يخدمون في القصور. و لا تخلو العنصرية من ظلم السكان الأصليين كما هي الحال في بدون الكويت، و هم بلا هوية حتى الآن.
العبودية جعلت الأجيال التي تربت على حنان غير الأهل تبحث عن الأهل الحقيقين. هناك قصة مؤثرة عن كويتي جال الهند ليبحث عن مربيته و يكرمها، فصدق أحمد شوقي:
ليس اليتيم من انتهى ابواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا
ان اليتيم هو الذى تلقى له اما تخلت او ابا مشغولا
إذاً تلك ظاهرة الإستعباد سينقلب حمدها ذماً عليه و يندمِ، إذْ أصبحت بعض دول الخليج عبارة عن 10 بالمئة سكان أصليين و الباقي أجانب سيعلنون دولتهم في القريب أو البعيد العاجل. أتوقع ثورة الهنود في الخليج على شاكلة ثورة مالكوم إكس في أمريكا.
المفسدة الثالثة تتمثل بالشذوذ الديني، حيث تحول الإسلام هناك إلى إسمام، تَمَّ تسميم العقيدة الإسلامية بإسرائيليات الوهابية و السلفية و مشتقاتها. و ما حصل هو تخصيب هذه المَفسدة بالمَفسدة الرابعة و هي المال و الترف، مما أحدث مَفسدة مُشعة خامسة، ألا و هي إراقة الدماء. إنتشرت إشعاعات هذه المادة على مشارق الأرض و مغاربها، فتحول كل مجرم يريد فِعل ما هو ممنوع من الفعلْ إلى: أبو فعلة الفعلاني. يعني أبو طلحة الألماني، أبو محمد الجولاني، أبو حمزة الأفغاني ... تفعيلات الموت على البحر البسيط، أُقتُل بِنفَس طويل. هو فعل فواعل إشعاعات المفسدة المشعة من هذا المفاعل.
المفسدة السادسة هي إكرام المستعمر و تحقير أهل البيت، و هذا يعني أن المسلم او العربي بحاجة إلى تأشيرة دخول ليذهب الى الخليج بينما الأوروبي يدخل على جواز السفر فقط. قال لي عربي قضى عمره في بلد خليجي أنه يحسدني لإني أمتلك جواز سفر غربي يتيح لي الذهاب إلى البلد الذي أمضى فيه عشرين سنة، و ولد و ترعرع فيه، و هو لا يقدر الذهاب بجواز سفر بلده العربي. فقلت له أنا أحسدك أيضاً لإنك لا تقدر أن تذهب إلى هذا البلد، فهذا أمر جيد. و المفارقة أن الخليجي يدخل ديارنا آمناً بلا تأشيرة و لا تحصيلة، و عندما يقترف جريمة أو يخل بالأمن كحال القطري الذي كان يمول القتل في شمال لبنان و في سوريا، يتم إرساله إلى بلاده على متن طائرة خاصة معززاً مكرماً، و هذا الخليجي عندما يذهب الى الغرب فإنه بحاجة إلى تأشيرة، و الشرطي الغربي يرتدي قفازات و يفتشه "إنْ ديپ" (IN DEEP) يعني لمن لم يفهم العبارة، القفازات ستساعدكم على فك التشفير. كان عربي يخبر عن معانته في إحدى مطارات أوروبا ، فقال: "إرتدى الشرطي القفازات"، و توقف عن الكلام و الكل فهم ما معنى مدلول القفازات. فعَّم هدوء ثواني و تخيل الحضور المشهد و علت القهقهات على إيقاع موسيقي واحد. فقه القفازات يمكننا إضافته على إرث آل سعود الثقيل، حيث أول بهيمة قامت بتفخيخ باب البدن هي من التبعية السعودية. و لغير الملمين بالموضوع هناك فقه إستعمال باب البدن في الجهاد، من خلال فتح هذا الباب للرذيلة (راجع فتوى إباحة اللواط إذا كان يخدم الجهاد) أو من خلال إغلاقه بأصابع ال تي أن تي (راجع أول عملية إستشهادية طيازيية).
المفسدة السابعة هي السرقة و هذه المفسدة تتمثل بالعائلات الحاكمة التي تنهب ما تحوي هذه الأرض في بطونها، و يتم هدر الأموال على اللهو و بناء النواعير، و يجهدون منافسة مَنْ ناعورَه أطول مِنْ ناعور جاره، و هذا ما تعمد على فعله السعودية ببناء ناعور أطول من ناعور شيخ دبي.
يتم بذخ الأموال في أوروبا و امريكا، و شراء السمك في ماء البحر الغربي، و نظرية شراء السمك في البحر هي أحد شروط تنصيب الحكام في الخليج، و وقعت إيران الشاه في الفخ سابقاً، و تم مصادرة أموال إيران المستثمرة في الغرب، و للعلم إيران تملك أسهم في شركة اريڤا للطاقة النووية الفرنسية، لكن تم سرقة الأموال بعد الثورة. و يكفي لكم من عِبْرة، أموال صدام حسين التي بلعتها بنوك سويسرا، أما أموال ليبيا و تونس و مصر، فلا تسأل. هنيئاً للخليج بشراء الديون الأمريكية، و الغربية و أندية ركل الكرة المطاطية. نعم إنه شراء السمك في البحر. أموالكم ليست لكم و لشعبكم، كلوا و تمتعوا إلى حين.
هي مفاسد كسرت لوح وصايا موسى (ص) و تعاليم السيد المسيح (ص)، و دين خاتم الأنبياء النبي محمد (ص).