العربي بمنظار الآخر
سئل مسؤولا أمريكيا كيف تنظرون إلى العرب فقال / أغبياء جهلاء عصبيون بدون علم أو ثقافة , إنتفاخ خصيتهم أهم عندهم من إنتفاخ عقولهم .. و سئل مسؤولا روسيا , كيف تنظر إلى العرب , فقال : مجموعة أغبياء ثلاثة ملايين يهودي مرغوا أنوفهم في التراب , و يقودهم الجهلاء و مالهم بيد اليهود . وسألت مسؤولا سويديا , ماذا تعرف عن الحضارة العربية فقال لي : الفلافل و الرقص الشرقي ...
لا أريد أن أكمل , سر يا حصاني قبل أن يطول لساني , إقرأ ما يلي الحوار علم و منهجية ومسلكية مرتبطة بالتكوين الحضاري للشخص أو الأمة التي لا تعرف إنكسارات في أبعادها السيكولوجية و الإبستمولوجية ...و في الغرب تدرس مادة الحوار في المدارس الإبتدائية وصولا إلى الجامعة , و من الإبتدائية إلى الجامعة يتعلم الطالب ثقافة السماع و الإستماع و الإنصات و الحوار ومى يدلي برأيه ...ولذلك لم كانت البرامج الحوارية السياسية و الثقافية و الإقتصادية وغيرها خالية من التشنج والأحكام المسبقة ...وقد سمحت ثقافة الحوار أن يتم النقاش في صلب الفكرة , دون تمطيط و إخراجها من سياقها , لأن علم المنطق ينص على أن النتائج من سنخ المقدمات ...فعندما تقول : الغيوم كثيفة و الشمس مختفية ...
إذن ستتهاطل الأمطار ...هذه مقاربة منطقية ...لكن عندما تقول : الغيوم كثيفة و الشمس مختفية ..إذن سينتصر فريق بارسلونا ....هذه مباعدة غير منطقية .....ومن خلال الحوار في العالم العربي يمكننا أن نتعرف إلى معادلة الشعوب العربية ...ومن خلال بعض النماذج نكتشف أننا أمام تدهور منطقي و إنهيار حضاري و خلط إبستملوجي قل نظييره.....نماذج ومغالطات أنت تتكلم عن الفتنة الطائفية في سوريا ......إذن أنت مع نظام بشار الأسد أنت أطللت في قناة سعودية .....إذن أنت وهابي و سلفي و تكفيري ... أنت دعتك قناة إيرانية ......إذن أنت صفوي مجوسي شيعي .... أنت تعمل في قناة الجزيرة .....إذن أنت عميل للشيخ حمد و الشيخة موزة أنت تناقش فتوى أحد العلماء .....إذن أنت كافر وتتطاول على المقدسات أنت تكتب باللغة الفرنسية ....إذن أنت فرانكفوني عميل ثقافي أنت تدعو إلى الوحدة الإسلامية ....إذن أنت شيعي ...... الغنوشي ألقى محاضرة في معهد الإيباك في واشنطن ....إذن هو عميل للمخابرات الأمريكية ... أنت تدعم محور المقاومة إذن أنت شبيح أنت شيوعي إذن أنت مرتبط بال ك ج ب أنت إنتقدت الحكومة الجزائرية .....إذن أنت خائن للوطن و عميل لأعداء الجزائر .. أنت تطالب بحلحلة لأزمة الصحراء الغربية ...إذن أنت عميل للمخزن المغربي أنت تقرأ كتب الملاحدة ....إذن أنت في بداية طريق الضلال .... ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
و تحليل علمي لتركيب الجملة الحوارية في العالم العربي والإسلامي ..ندرك أن هناك مرضا خطيرا , و شيزوفرينيا معرفية أفضت إلى إنفراط الإجماع في العالم العربي و الإسلامي .....ومع البون الشاسع بين المقدمات والنتائج المنطقية , سيظل العالم العربي كالعجوز ضائعا بين يجوز ولا يجوز ... على الرغم من المساحة الهائلة من الحرية السائدة في الغرب والتي بموجبها يحق لكائن من كان أن يطرح ما يريد من رؤى وأفكار و أيديولوجيات , وعلى الرغم من فسيفسائيّة الخارطة الثقافية و تنوع التضاريس الفكرية في الغرب , الا أنه ولحدّ الأن لم يقم حوار جدي و عقلاني بين الثقافة الغربية والثقافة العربية , وتبقى بعض مهرجانات التقارب بين الثقافتين والتي يحييها أحيانا معهد العالم العربي في باريس على وجه التحديد مجرّد محاولة لتزيين الديكور الثقافي الغربي وليقال أن هناك تفاعلا بين الثقافات والحضارات وواقع الأمر غير ذلك تماما .
فالثقافة العربية غائبة أو مغيبّة ولا وجود لمفرداتها في الواقع الثقافي الغربي , وهذه الغيبوبة مردّها الى أننا لم نعرف ولم نستوعب ذاتنا وبالتالي صعب علينا استيعاب الأخر الغربي والتسلل الى حصونه , فعلى صعيد المعرفة الانسانية نحن غائبون بالمطلق عن كل خرائط المعرفة الغربية , وغيبوبتنا هذه لا تعني مطلقا أن مطابخ الأفكار والتاريخ والحضارات في الغرب لا تعرف عنا شيئا بل انّ هذه المراصد غارقة الى النخاع في دراسة تفاصيل تفاصيلنا , على العكس منا فاننا لا نعرف الا بعض الكليات والبديهيات عن الأخر الغربي .
والاشكال البارز الذي يتبادر الى الذهن ونحن نناقش مسألة الحوار بين الثقافة الغربية والثقافة العربية هو ماهي الثقافة التي يجب أن نقدمها للأخر الغربي , فلحدّ الأن لم نوفّق في صياغة أطروحة ثقافية تكون قادرة على مجابهة تحديات العولمة و افرازات عصر الانترنت . وعندما هاجر العقل العربي والاسلامي الى الغرب فانه حاور العقل الغربي بمنطق مذهبي وطائفي وايديولوجي و عشائري ومناطقي وجهوي وديني و اثني ولذلك صعب على العقل الغربي تفهم هذا العقل الوافد لأنّه يخلط بين الكليّات والجزئيات وبين النص والاجتهاد وبين العقل والنقل والماضي والراهن وما الى ذلك من الثنائيات , وعلى العكس من ذلك فان العقل الغربي يواجه غيره بمنظومة فكرية وأطروحة معرفيّة واحدة في كثير من تفاصيلها و مردفة بانتصارات تقنية ونهضوية قد يحتاج العالم العربي والاسلامي الى سنين ضوئيّة لتحقيق بعضها . وقد حملّ الباحث هشام شرابي الأستاذ في جامعة جورج تاون في أمريكا لدى حديثه عن عقدة فهم الذات التي أدّت الى عدم تفهم الأخر الغربي لنا, الفكر البطركي الذي أجهز على الانطلاقة الحضارية ,وحتى النيوبطركي كما يسميه أخفق في الجمع بين الأصالة والمعاصرة ,بين الماضي والحاضر .
لكن الفكر البطركي ليس وحده المجزّأ بكثرة الاجتهادات والتأويلات والتخريجات , بل الفكرالعربي عموما انتقل الى الغرب منشطرا ومجزأ و غير متألف بين فروعه . وعندما يفتح بعض مثقفينا حوارا مع الغربيين فانهم يذكرّون هذا الغربي بفضل الحضارة العربية والاسلامية على الحضارة الغربية , و هذا في حدّ ذاته ادانة للحضارة العربية وليس اشادة لأن الحضارة التي أضاعت دورها في زحمة التحولات الحضارية الكبرى غير مؤهلة للاستمرار , وبدوره هذا المثقف الغربي وعندما يتحدث مع الأخر العربي والاسلامي فانه يتحدث من منطلق العليّة والانتصار والتفوق و التغلب على كل المصاعب بما في ذلك الطبيعية منها وهذا وان كان حقيقة الا أنه قد يجعل الحضارة الغربية تتراجع وبدل أن تكمل سيرها الى الأمام فانها تكتفي بالتباهي بالانجازات و الافتخار بما تحقق لها لحد الأن وقد تكون عوامل السقوط والانهيار موجودة في ذروة القوة والتفوق الحضاري حسب ما قاله أرنولد توينبي .
ولا يمكن على الاطلاق اقامة حوار بين الثقافة الغربية والثقافة العربية اذا استمرّ الحديث عن الغرب المنتصر والشرق المنهزم . لا شكّ أنّ هناك سنين ضوئية من التراكمات بين الغرب والشرق واشكالات بحجم جبال الهمالايا , لكن هذا ليس سببا في اغلاق منافذ الحوار التي بدأ البعض في الخارطة العربية كما الغربية فتحها وبمجهودات فردية ومتواضعة وتقتصر على فئة من المفكرين والمثقفين الذين يؤمنون بحوار الحضارات والثقافات والأديان ,وغير الانبهار بفعالية الثقافة الغربية , فانّ دعاتها من الغربين يرون أن هذه الثقافة قد صارت عالميّة وأصبحت النموذج المفروض على كل الخارطة الكونية فما جدوى الحديث عن الحوار مع الثقافات الثالثية والتي أخفقت في تحقيق النهوض الحضاري والتقني في المواقع الجغرافية التي تسود فيها هذه الثقافة والثقافة الغربية باتت عالميّة .
وفي الوقت الذي تكوّن فيه الجامعات الغربية ألاف الغربين في قضايا العالم العربي والشرق الأوسط والحضارة العربية والاسلامية , فان واقعنا العربي يفتقد الى توجهات من هذا القبيل لدراسة الغرب دراسة موسوعية لا سياسية ,و قد أصاب الدكتور ادوارد سعيد عندما قال أن معظم الباحثين العرب في الغرب درسوا المجتمع العربي والواقع العربي وبذلك لم يحصّلوا شيئا يذكر في مجال معرفة الأخر الغربي . واذا كانت ظاهرة الاستشراق – تشريح الشرق- مازالت قائمة في الغرب , فان ظاهرة الاستغراب – تشريح الغرب- لم تولد بعد معرفيّا في الواقع العربي. أنّ الحوار بين الثقافة العربية والثقافة الغربية هو في الواقع من جملة الشعارات الجميلة التي يحاول بعض المبدعين التأسيس لها , ومازال الطريق طويلا قبل تدشين انطلاقة مثل هذا الحوار وخصوصا أن البعض في الغرب مازال يتحدث عن نيتشه و رجل السوبرمان الغربي !!!!!
لا أريد أن أكمل , سر يا حصاني قبل أن يطول لساني , إقرأ ما يلي الحوار علم و منهجية ومسلكية مرتبطة بالتكوين الحضاري للشخص أو الأمة التي لا تعرف إنكسارات في أبعادها السيكولوجية و الإبستمولوجية ...و في الغرب تدرس مادة الحوار في المدارس الإبتدائية وصولا إلى الجامعة , و من الإبتدائية إلى الجامعة يتعلم الطالب ثقافة السماع و الإستماع و الإنصات و الحوار ومى يدلي برأيه ...ولذلك لم كانت البرامج الحوارية السياسية و الثقافية و الإقتصادية وغيرها خالية من التشنج والأحكام المسبقة ...وقد سمحت ثقافة الحوار أن يتم النقاش في صلب الفكرة , دون تمطيط و إخراجها من سياقها , لأن علم المنطق ينص على أن النتائج من سنخ المقدمات ...فعندما تقول : الغيوم كثيفة و الشمس مختفية ...
إذن ستتهاطل الأمطار ...هذه مقاربة منطقية ...لكن عندما تقول : الغيوم كثيفة و الشمس مختفية ..إذن سينتصر فريق بارسلونا ....هذه مباعدة غير منطقية .....ومن خلال الحوار في العالم العربي يمكننا أن نتعرف إلى معادلة الشعوب العربية ...ومن خلال بعض النماذج نكتشف أننا أمام تدهور منطقي و إنهيار حضاري و خلط إبستملوجي قل نظييره.....نماذج ومغالطات أنت تتكلم عن الفتنة الطائفية في سوريا ......إذن أنت مع نظام بشار الأسد أنت أطللت في قناة سعودية .....إذن أنت وهابي و سلفي و تكفيري ... أنت دعتك قناة إيرانية ......إذن أنت صفوي مجوسي شيعي .... أنت تعمل في قناة الجزيرة .....إذن أنت عميل للشيخ حمد و الشيخة موزة أنت تناقش فتوى أحد العلماء .....إذن أنت كافر وتتطاول على المقدسات أنت تكتب باللغة الفرنسية ....إذن أنت فرانكفوني عميل ثقافي أنت تدعو إلى الوحدة الإسلامية ....إذن أنت شيعي ...... الغنوشي ألقى محاضرة في معهد الإيباك في واشنطن ....إذن هو عميل للمخابرات الأمريكية ... أنت تدعم محور المقاومة إذن أنت شبيح أنت شيوعي إذن أنت مرتبط بال ك ج ب أنت إنتقدت الحكومة الجزائرية .....إذن أنت خائن للوطن و عميل لأعداء الجزائر .. أنت تطالب بحلحلة لأزمة الصحراء الغربية ...إذن أنت عميل للمخزن المغربي أنت تقرأ كتب الملاحدة ....إذن أنت في بداية طريق الضلال .... ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
و تحليل علمي لتركيب الجملة الحوارية في العالم العربي والإسلامي ..ندرك أن هناك مرضا خطيرا , و شيزوفرينيا معرفية أفضت إلى إنفراط الإجماع في العالم العربي و الإسلامي .....ومع البون الشاسع بين المقدمات والنتائج المنطقية , سيظل العالم العربي كالعجوز ضائعا بين يجوز ولا يجوز ... على الرغم من المساحة الهائلة من الحرية السائدة في الغرب والتي بموجبها يحق لكائن من كان أن يطرح ما يريد من رؤى وأفكار و أيديولوجيات , وعلى الرغم من فسيفسائيّة الخارطة الثقافية و تنوع التضاريس الفكرية في الغرب , الا أنه ولحدّ الأن لم يقم حوار جدي و عقلاني بين الثقافة الغربية والثقافة العربية , وتبقى بعض مهرجانات التقارب بين الثقافتين والتي يحييها أحيانا معهد العالم العربي في باريس على وجه التحديد مجرّد محاولة لتزيين الديكور الثقافي الغربي وليقال أن هناك تفاعلا بين الثقافات والحضارات وواقع الأمر غير ذلك تماما .
فالثقافة العربية غائبة أو مغيبّة ولا وجود لمفرداتها في الواقع الثقافي الغربي , وهذه الغيبوبة مردّها الى أننا لم نعرف ولم نستوعب ذاتنا وبالتالي صعب علينا استيعاب الأخر الغربي والتسلل الى حصونه , فعلى صعيد المعرفة الانسانية نحن غائبون بالمطلق عن كل خرائط المعرفة الغربية , وغيبوبتنا هذه لا تعني مطلقا أن مطابخ الأفكار والتاريخ والحضارات في الغرب لا تعرف عنا شيئا بل انّ هذه المراصد غارقة الى النخاع في دراسة تفاصيل تفاصيلنا , على العكس منا فاننا لا نعرف الا بعض الكليات والبديهيات عن الأخر الغربي .
والاشكال البارز الذي يتبادر الى الذهن ونحن نناقش مسألة الحوار بين الثقافة الغربية والثقافة العربية هو ماهي الثقافة التي يجب أن نقدمها للأخر الغربي , فلحدّ الأن لم نوفّق في صياغة أطروحة ثقافية تكون قادرة على مجابهة تحديات العولمة و افرازات عصر الانترنت . وعندما هاجر العقل العربي والاسلامي الى الغرب فانه حاور العقل الغربي بمنطق مذهبي وطائفي وايديولوجي و عشائري ومناطقي وجهوي وديني و اثني ولذلك صعب على العقل الغربي تفهم هذا العقل الوافد لأنّه يخلط بين الكليّات والجزئيات وبين النص والاجتهاد وبين العقل والنقل والماضي والراهن وما الى ذلك من الثنائيات , وعلى العكس من ذلك فان العقل الغربي يواجه غيره بمنظومة فكرية وأطروحة معرفيّة واحدة في كثير من تفاصيلها و مردفة بانتصارات تقنية ونهضوية قد يحتاج العالم العربي والاسلامي الى سنين ضوئيّة لتحقيق بعضها . وقد حملّ الباحث هشام شرابي الأستاذ في جامعة جورج تاون في أمريكا لدى حديثه عن عقدة فهم الذات التي أدّت الى عدم تفهم الأخر الغربي لنا, الفكر البطركي الذي أجهز على الانطلاقة الحضارية ,وحتى النيوبطركي كما يسميه أخفق في الجمع بين الأصالة والمعاصرة ,بين الماضي والحاضر .
لكن الفكر البطركي ليس وحده المجزّأ بكثرة الاجتهادات والتأويلات والتخريجات , بل الفكرالعربي عموما انتقل الى الغرب منشطرا ومجزأ و غير متألف بين فروعه . وعندما يفتح بعض مثقفينا حوارا مع الغربيين فانهم يذكرّون هذا الغربي بفضل الحضارة العربية والاسلامية على الحضارة الغربية , و هذا في حدّ ذاته ادانة للحضارة العربية وليس اشادة لأن الحضارة التي أضاعت دورها في زحمة التحولات الحضارية الكبرى غير مؤهلة للاستمرار , وبدوره هذا المثقف الغربي وعندما يتحدث مع الأخر العربي والاسلامي فانه يتحدث من منطلق العليّة والانتصار والتفوق و التغلب على كل المصاعب بما في ذلك الطبيعية منها وهذا وان كان حقيقة الا أنه قد يجعل الحضارة الغربية تتراجع وبدل أن تكمل سيرها الى الأمام فانها تكتفي بالتباهي بالانجازات و الافتخار بما تحقق لها لحد الأن وقد تكون عوامل السقوط والانهيار موجودة في ذروة القوة والتفوق الحضاري حسب ما قاله أرنولد توينبي .
ولا يمكن على الاطلاق اقامة حوار بين الثقافة الغربية والثقافة العربية اذا استمرّ الحديث عن الغرب المنتصر والشرق المنهزم . لا شكّ أنّ هناك سنين ضوئية من التراكمات بين الغرب والشرق واشكالات بحجم جبال الهمالايا , لكن هذا ليس سببا في اغلاق منافذ الحوار التي بدأ البعض في الخارطة العربية كما الغربية فتحها وبمجهودات فردية ومتواضعة وتقتصر على فئة من المفكرين والمثقفين الذين يؤمنون بحوار الحضارات والثقافات والأديان ,وغير الانبهار بفعالية الثقافة الغربية , فانّ دعاتها من الغربين يرون أن هذه الثقافة قد صارت عالميّة وأصبحت النموذج المفروض على كل الخارطة الكونية فما جدوى الحديث عن الحوار مع الثقافات الثالثية والتي أخفقت في تحقيق النهوض الحضاري والتقني في المواقع الجغرافية التي تسود فيها هذه الثقافة والثقافة الغربية باتت عالميّة .
وفي الوقت الذي تكوّن فيه الجامعات الغربية ألاف الغربين في قضايا العالم العربي والشرق الأوسط والحضارة العربية والاسلامية , فان واقعنا العربي يفتقد الى توجهات من هذا القبيل لدراسة الغرب دراسة موسوعية لا سياسية ,و قد أصاب الدكتور ادوارد سعيد عندما قال أن معظم الباحثين العرب في الغرب درسوا المجتمع العربي والواقع العربي وبذلك لم يحصّلوا شيئا يذكر في مجال معرفة الأخر الغربي . واذا كانت ظاهرة الاستشراق – تشريح الشرق- مازالت قائمة في الغرب , فان ظاهرة الاستغراب – تشريح الغرب- لم تولد بعد معرفيّا في الواقع العربي. أنّ الحوار بين الثقافة العربية والثقافة الغربية هو في الواقع من جملة الشعارات الجميلة التي يحاول بعض المبدعين التأسيس لها , ومازال الطريق طويلا قبل تدشين انطلاقة مثل هذا الحوار وخصوصا أن البعض في الغرب مازال يتحدث عن نيتشه و رجل السوبرمان الغربي !!!!!