أنّات مشتاق
يا بلادي طال شوقي للقاءْ
حنّ قلبي و استبدّ بيَ العناء
ما لجرحي من طبيب أو شفاء
غير حضنٍ كان لي فيه ارتماء
...
أنت أمي يا بلادي كيف لي
أن ألاقي مثل أمي في العطاء ؟!
أنتِ سقيايَ و مائي و الندى
خبريني كيف بَعدَكِ لي ارتواء
...
مظلمٌ و اللهِ قلبي ههنا
ظامئٌ يُشوى بنار الاكتواء
دامعٌ شعري و بحري قد حوى
أنّة المحزون في لحن الشقاء
...
قد يطيق المرءُ شوقاً دافقاً
عارماً للأهل أو للأصدقاء
قد يقاسي لافتقارٍ موجِعٍ
مُثقِلٍ للخَطْوِ عن كلِّ ارتقاء
قد ... و لكن كيف يقوى أن يرى
من بعيدٍ كلّ صبح أو مساء
أدمُعَ الأطفال تروي قصةً
خطّها الطغيانُ سمَّاها ( العزاء )
بَدؤها غدرٌ بشعبٍ طيّبٍ
حَشوُها هتكٌ لأعراض النساء
يقلع الأظفارَ فيها مجرمٌ
ينتشي بالقتل يطرب للعواء
كلها سردٌ قبيحٌ مقرفٌ
ملؤها التعذيب آخرها الدماء ؟!!!
...
فاعذريني يا بلادي ليس لي
في اغترابي غير نَوحي و البكاء
ليس لي إلا رجاءٌ ضارعٌ
و استغاثاتي أيا ربّ السماء
يا نصير الحقّ يا جمّ العطاء
ما لنا إلاك يرفع ذا البلاء
موقنٌ بالنصر إني موقنٌ
أنّ طول الليل يُتلا بالضياء
فاستجب و انصر و عجّل و انتقم
يا مهيمنُ طااااال قهر الأبرياء