النكاح و الإنبطاح
عندما تذكر كلمة الحكم تتبادر إلى الذهن تلقائيّا وملازمة فكرة النخبة و الإنتليجانسيا و الصفوة والطبقة المفكّرة و أصحاب القدرات الرائعة في مجال التكتيك والإستراتيجيا , وأصحاب الذكاء والعبقريّة و المواهب الربانية و الذاتيّة الخاصة .
والسبب في ذلك يعود إلى أنّ هناك ملازمة طردية تكاملية بين الحكم كفن إدارة الدولة و المجتمع في كل التفاصيل السياسية و الإقتصادية والثقافية و الإستراتيجية والأمنية والعسكرية و الجيوسياسية والحضارية وبين الأفراد الذين يديرون دفّة الحكم و الذين يجب أن تتوفّر فيهم مواصفات معينة خارقة أحيانا تسمح بأن تكون نظرة صانع القرار والذي قد يتوقف عليه مصير أمة بل أمم واسعة تشمل المحلي والإقليمي و الدولي بل القارات الخمس وأحيانا حتى البعد الفضائي والبحري لهذه القارات .
وتجمع كتب الفلسفة الحكمة و القانون والشرع ومجمل كتب التراث البشري على أنّ الحاكم يجب أن يكون ذا مواهب ربانية و مواهب ذاتية وبتعبير المتقدمين أن يكون جامعا للمعقول والمنقول , أي أن يكون ذا فهم لفكر السماء ومتبحر في الفكر البشري , وكلما كان الحاكم كذلك كان حال الرعيّة أفضل حالا بإعتبار أنّ للعلم تأثيرات إيجابية على صيرورة المجتمع وتكامله .
وكثيرا ما نجد في تراثنا العربي القديم نصوصا غاية في السخرية عن حكام قراقوشيين حكموا الأمة وأداروا الدولة بغير علم و لا هدى فأوصلوا الأمة إلى الهاوية , وما زلنا إلى يومنا هذا ندفع ضريبة جهلهم وغبائهم و عقم تفكيرهم .
وعندما نسقط القواعد والمنطلقات التي جئنا على ذكرها في مقدمة المقالة على حكام الإنبطاح الراهنين سنجد كارثة تضاهي كارثة هيروشيما ونجازاكي حيث الدليل القطعي على تحضّر أمريكا , فحكام اليوم جهلاء بلهاء تفهاء إذا تكلمّ أحدهم لا يكاد يبين , وإذا إرتجل كلاما تجلّى الجهل في أروع صور الجهالة .
والسؤال المركزي الذي يفرض نفسه في مثل هذه الحالة , هل حكامنا الذين يسوسونا و يرسمون راهننا ومستقبلنا , و يخططون لماضينا وراهننا و قابل إيامنا هم أفضل من يوجد بين أبناء الأمة !
وهل يتمتعون بقدرات علمية وفكرية و ذهنية و إستراتيجية تجعلهم دون غيرهم سادة البلاد والعباد !
من المؤكّد أنّ حكامنا مثلما حرموا نعمة الجمال الظاهري , فقد حرموا نعمة الجمال الباطني وهو جمال العقل , وهو الأمر الذي يفسّر خلو سياستهم الداخلية والخارجية من أي مظهر عقلاني و منطقي , فسياستهم مقرونة بالظلم والقهر والإضطهاد و الإستعباد والإستحقار و التجهيل و الإستبداد والتوحش والغلظة و الإختلاس و السطو على أقوات الشعوب و أقوات الأجيال المستقبليّة .
وفي العصر الأمريكي والصهيوني حيث ضرورة أن يرقى حكامنا إلى مستوى تطلعات شعوبهم و ضرورة تبني فقه الكفاح الذي به عزّت هذه الأمة , فإنّهم تركوا فقه الكفاح جانبا و أخذوا جانبا من فقه النكاح وتحديدا فقه الجواري و الإماء , فهذا حاكم نكح أربعة من النساء وما ما طاب له من الإماء , و ذاك ترك زوجنه التي لازمته إيام الفقر ما قبل الإنقلاب , و تزوج بعطبول ناهد بعد الإنقلاب و ثنّى وثلثّ , و آخر كان يعيب على صدّام حسين زيجاته الجهرية والسرية فإذا به يفوق صدام في عدد منكوحاته , و آخر وعلى طريقة رجوع الشيخ إلى صباه بات يهرول وراء المراهقات إلى درجة كلما نبتت شعرة بيضاء في رأسه يطليها فورا بمبيد البياض متناسيا قول رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام : لعن الله الشيخ المتشببّ , بمعنى الذي يبلغ من الكبر عتيّا ويتيه في جهالة إبن العشرين سنة .
و آخرون نسوا كلّ الأعراف السياسية و الديبلوماسية وراحوا يهرولون وراء بنات الفرنجة في عواصم الغرب معتبرين ما يقومون به فتحا من الفتوحات .
لقد تجردّ حكامنا من كل القيم الفكرية والثقافية والحضارية والأخلاقية , فلا في العلم لهم نصيب , ولا في البيان لهم حظ , ولا بالشعر لهم علاقة و لا بفنّ سياسة المجتمع لهم صلة .
وحتى في تعاملهم مع إسلامهم فقد تركوا فقه الطهارة و فقه الزكاة و فقه العدالة الإجتماعية و فقه المساواة بين الناس و بين الراعي والرعية , وفقه عدالة الحاكم وفقه الصلاة و الحج , وفقه الجهاد و إلتزموا بفقه النكاح , وراحوا يوزعون النياشين على المطربات و الفنانات – الرمز العصري للزانية والعاهرة و بائعة الهوى – وراحوا يكرمون المخنثين و السحاقيات و راحوا ينشرون الرذيلة و يدشنون بيوت الدعارة لإراحة الشباب العربي المهموم , و أتاحوا للمواطن العربي إلتقاط كل الفضائيات الماجنة , و دعموا الإنترنت لا حبا في تدفق ملايين الأفكار بل تكريسا لخطّ الميوعة وثقافة النكاح .
وفوق هذا وذاك راحوا يجددون شبابهم و أبدانهم في مختلف نوادي التدليك والتجميل وبطبيعة الحال فإنّ الأمة هي التي تدفع لأنّ الأمر يتعلق بصحة وشباب السيّد الرئيس , وإذا كان الأولون والآخرون يقولون أنّ المرأة تخفي سنها , فإنّ الرئيس العربي بات ينافسها وبات يخفي سنّه أيضا , بل ويفعل ذلك بعد أن يطلي شعره و يغيّر طقم أسنانه و يزيل شحوم بطنه و بعد ذلك يتخذ له خليلة من الرعية ليجددّ شبابه فإنّ في ذلك تجديدا للأمة ودفعها في خطّ الكفاح , عفوا أقصد في خطّ النكاح والإنبطاح !!!
عندما تذكر كلمة الحكم تتبادر إلى الذهن تلقائيّا وملازمة فكرة النخبة و الإنتليجانسيا و الصفوة والطبقة المفكّرة و أصحاب القدرات الرائعة في مجال التكتيك والإستراتيجيا , وأصحاب الذكاء والعبقريّة و المواهب الربانية و الذاتيّة الخاصة .
والسبب في ذلك يعود إلى أنّ هناك ملازمة طردية تكاملية بين الحكم كفن إدارة الدولة و المجتمع في كل التفاصيل السياسية و الإقتصادية والثقافية و الإستراتيجية والأمنية والعسكرية و الجيوسياسية والحضارية وبين الأفراد الذين يديرون دفّة الحكم و الذين يجب أن تتوفّر فيهم مواصفات معينة خارقة أحيانا تسمح بأن تكون نظرة صانع القرار والذي قد يتوقف عليه مصير أمة بل أمم واسعة تشمل المحلي والإقليمي و الدولي بل القارات الخمس وأحيانا حتى البعد الفضائي والبحري لهذه القارات .
وتجمع كتب الفلسفة الحكمة و القانون والشرع ومجمل كتب التراث البشري على أنّ الحاكم يجب أن يكون ذا مواهب ربانية و مواهب ذاتية وبتعبير المتقدمين أن يكون جامعا للمعقول والمنقول , أي أن يكون ذا فهم لفكر السماء ومتبحر في الفكر البشري , وكلما كان الحاكم كذلك كان حال الرعيّة أفضل حالا بإعتبار أنّ للعلم تأثيرات إيجابية على صيرورة المجتمع وتكامله .
وكثيرا ما نجد في تراثنا العربي القديم نصوصا غاية في السخرية عن حكام قراقوشيين حكموا الأمة وأداروا الدولة بغير علم و لا هدى فأوصلوا الأمة إلى الهاوية , وما زلنا إلى يومنا هذا ندفع ضريبة جهلهم وغبائهم و عقم تفكيرهم .
وعندما نسقط القواعد والمنطلقات التي جئنا على ذكرها في مقدمة المقالة على حكام الإنبطاح الراهنين سنجد كارثة تضاهي كارثة هيروشيما ونجازاكي حيث الدليل القطعي على تحضّر أمريكا , فحكام اليوم جهلاء بلهاء تفهاء إذا تكلمّ أحدهم لا يكاد يبين , وإذا إرتجل كلاما تجلّى الجهل في أروع صور الجهالة .
والسؤال المركزي الذي يفرض نفسه في مثل هذه الحالة , هل حكامنا الذين يسوسونا و يرسمون راهننا ومستقبلنا , و يخططون لماضينا وراهننا و قابل إيامنا هم أفضل من يوجد بين أبناء الأمة !
وهل يتمتعون بقدرات علمية وفكرية و ذهنية و إستراتيجية تجعلهم دون غيرهم سادة البلاد والعباد !
من المؤكّد أنّ حكامنا مثلما حرموا نعمة الجمال الظاهري , فقد حرموا نعمة الجمال الباطني وهو جمال العقل , وهو الأمر الذي يفسّر خلو سياستهم الداخلية والخارجية من أي مظهر عقلاني و منطقي , فسياستهم مقرونة بالظلم والقهر والإضطهاد و الإستعباد والإستحقار و التجهيل و الإستبداد والتوحش والغلظة و الإختلاس و السطو على أقوات الشعوب و أقوات الأجيال المستقبليّة .
وفي العصر الأمريكي والصهيوني حيث ضرورة أن يرقى حكامنا إلى مستوى تطلعات شعوبهم و ضرورة تبني فقه الكفاح الذي به عزّت هذه الأمة , فإنّهم تركوا فقه الكفاح جانبا و أخذوا جانبا من فقه النكاح وتحديدا فقه الجواري و الإماء , فهذا حاكم نكح أربعة من النساء وما ما طاب له من الإماء , و ذاك ترك زوجنه التي لازمته إيام الفقر ما قبل الإنقلاب , و تزوج بعطبول ناهد بعد الإنقلاب و ثنّى وثلثّ , و آخر كان يعيب على صدّام حسين زيجاته الجهرية والسرية فإذا به يفوق صدام في عدد منكوحاته , و آخر وعلى طريقة رجوع الشيخ إلى صباه بات يهرول وراء المراهقات إلى درجة كلما نبتت شعرة بيضاء في رأسه يطليها فورا بمبيد البياض متناسيا قول رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام : لعن الله الشيخ المتشببّ , بمعنى الذي يبلغ من الكبر عتيّا ويتيه في جهالة إبن العشرين سنة .
و آخرون نسوا كلّ الأعراف السياسية و الديبلوماسية وراحوا يهرولون وراء بنات الفرنجة في عواصم الغرب معتبرين ما يقومون به فتحا من الفتوحات .
لقد تجردّ حكامنا من كل القيم الفكرية والثقافية والحضارية والأخلاقية , فلا في العلم لهم نصيب , ولا في البيان لهم حظ , ولا بالشعر لهم علاقة و لا بفنّ سياسة المجتمع لهم صلة .
وحتى في تعاملهم مع إسلامهم فقد تركوا فقه الطهارة و فقه الزكاة و فقه العدالة الإجتماعية و فقه المساواة بين الناس و بين الراعي والرعية , وفقه عدالة الحاكم وفقه الصلاة و الحج , وفقه الجهاد و إلتزموا بفقه النكاح , وراحوا يوزعون النياشين على المطربات و الفنانات – الرمز العصري للزانية والعاهرة و بائعة الهوى – وراحوا يكرمون المخنثين و السحاقيات و راحوا ينشرون الرذيلة و يدشنون بيوت الدعارة لإراحة الشباب العربي المهموم , و أتاحوا للمواطن العربي إلتقاط كل الفضائيات الماجنة , و دعموا الإنترنت لا حبا في تدفق ملايين الأفكار بل تكريسا لخطّ الميوعة وثقافة النكاح .
وفوق هذا وذاك راحوا يجددون شبابهم و أبدانهم في مختلف نوادي التدليك والتجميل وبطبيعة الحال فإنّ الأمة هي التي تدفع لأنّ الأمر يتعلق بصحة وشباب السيّد الرئيس , وإذا كان الأولون والآخرون يقولون أنّ المرأة تخفي سنها , فإنّ الرئيس العربي بات ينافسها وبات يخفي سنّه أيضا , بل ويفعل ذلك بعد أن يطلي شعره و يغيّر طقم أسنانه و يزيل شحوم بطنه و بعد ذلك يتخذ له خليلة من الرعية ليجددّ شبابه فإنّ في ذلك تجديدا للأمة ودفعها في خطّ الكفاح , عفوا أقصد في خطّ النكاح والإنبطاح !!!