@نحن إمة ضيعها > جهل آبناءها....وخيانة حكامها .... وفشل رموزها....وفتاوي مشايخها...! @آطماعكم >تطرفكم>آحقادكم>>>آلسبب...! @وزد فوق ذلك عيوبكم >تغريبة للإ سلام و آلعروبة.....!!!! @إلى متى هذا آلنوم؟ آين همم آلآجداد ...يا آبناء يعرب... ؟
المهاجرين المسلمين يحرقون تعاليم قرآنهم في الغرب

عندما يشرّح الباحث مفردات الخطاب العربي والإسلامي يجد أنّ هذا الخطاب في معظم أبعاده يحمّل الآخر وتحديدا الغرب والحركة الصهيونية وغيرهما مسؤولية تراجعنا الحضاري.

ولعلّي أتفق مع الأستاذ مالك بن نبي الذي يرى أنّ العوامل الداخلية هي التي أجهضت نهضتنا و أنّ العوامل الخارجيّة إستثمرت هذه العوامل الداخلية و إستغلتها لصالحها .

وقد حضرت ذات يوم محاضرة دينية في مسجد يقع في دولة غربية وكان المحاضر قادما من العالم الإسلامي ولم يحمّل نفسه عناء قراءة الواقع الذي جاء إليه ليدعو الناس فيه إلى الطريق القويم , و تعامل مع الواقع كما لو أنّه يقع في الجغرافيا العربية أو الإسلامية , ومما قاله هذا المحاضر بالحرف الواحد وبدون نقيصة من كلامه :

أيها المسلمون المقيمون في الغرب إحذروا الكفّار الذين تعيشون بين ظهرانيهم , فهم يسعون لإخراجكم من النور وإلى الظلمات , ولن يهنأ لهم بال حتى يحيلونكم إلى كفرة!!!

و بإعتباري لا أحب الدجل الفكري , فقد قطعت محاضرته وقلت له :

يا فضيلة الشيخ قبل أن تصدر هذا الحكم إسأل كل جمهرة المسلمين الحاضرين ها هنا

من يعيلهم !

من يقدم لهم رواتب شهرية تجعلهم أحسن من وزراء بلادهم !

من أعطاءهم بيوتات تقيهم البرد والحرّ ودون أن يدفعوا دولارا واحد كإيجار !

من يطببهم مجانا !

من يصلّح أسنانهم إذا تسوسّت !

من يعطي رواتب لهم ولأولادهم وبشكل شهري ودائم !

وأخذت أعددّ الحسنات والخدمات التي تقدمها مؤسسات الرعاية الإجتماعية في كثير من الدول الغربية وتحديدا في دول شمال العالم للعرب والمسلمين , ثمّ قلت له يا فضيلة الأستاذ من المسلم : نحن أو الفرنجة !

هل رأيت مسلما لا ينتج لقمته ولا ينتج ثقافته ولا دواءه , فمثلما تعيش دولنا الإسلامية شحاذة وتقتات من مساعدات البنوك الغربية , فإنّ أغلب المسلمين في الغرب يعيشون بفضل المساعدات الإجتماعية ولعلمك يا جناب الشيخ فإنّ هذه المساعدات تجبيها مصلحة الضرائب من المقتدرين ماديّا من العمال والموظفين الغربيين الذين يدفعون الضرائب والذي يذهب جزء منها إلى مساعدة كل هؤلاء الحضور بين يديك من

المسلمين .

ثمّ قلت له : تتهم الفرنجة بالكفر فأنّا سأصطحبك في جولة في هذه المدينة الغربيّة التي أنت فيها , ستجد أن كثيرا من الحانات والمراقص يملكها مسلمون , وكثيرا من محلات الخمور والمجلات الخلاعية و بيع لحوم الخنزير يملكها مسلمون . بالإضافة إلى ذلك فقد علمنا هؤلاء الغربيين الكذب والدجل وتحايلنا عليهم وضحكنا على كل مؤسساتهم والملفات ثقيلة لا يمكن فتحها دفعة واحدة , وهنا قال لي المحاضر :

أعتذر لتسرّعي في الحكم وأتمنى أن تكمل المحاضرة نيابة عني !

ما دفعني إلى هذه المقدمة هو حجم الإستهانة بقيم الإسلام من قبل المسلمين أنفسهم في الغرب , إلى درجة أنّ الإنسان الغربي والمؤسسات الغربية باتت لا تفرّق بين المسلم الملتزم بقيم دينه والمسلم الذي ينتمي إلى الإسلام شكلا ويتجافى عنه سلوكا و أخلاقا .

و في هذا السيّاق يشار إلى أن شرطيا سويديّا أوقف في يوم من الأيام سائقا مسلما لإجراء فحص التأكد من عدم شربه للخمر وهو يسوق سيارته , فقال هذا السائق المسلم للشرطي السويد : أنا مسلم , فأجابه هذا الشرطي السويدي بقوله : لقد قالها غيرك كثير قبل هذا وكانت بطونهم ملىء بمختلف أنواع الخمور .

لقد أساء بعض المسلمين في الغرب إلى دينهم أكثر مما أساءت إليه المنظمات المتخصصّة في نحر الإسلام , على إعتبار أنّ أهداف هذه المنظمات واضحة ومكشوفة , لكن المسلم عندما يقترف جناية في الغرب تنسب رأسا إلى الإسلام , ويعتبرها الإنسان الغربي جزءا من تعاليم الإسلام , والمستشرقون الذين تركوا إنطباعا خاطئا عن الإسلام في الذهنية الغربية , جاء الكثير من المسلمين إلى الغرب وأكدوا هذا الإنطباع بإعتبار أنّ سيرة المسلم تحسب على الإسلام لأنّ الإنسان الغربي ليس فقيها في كليات وجزئيات الثقافة الفقهية الإسلامية.

ويتباهى بعض المسلمين في الغرب فيما بينهم وعندما يلتقون عن عدد القاصرات اللائي صرن ثيبّات بفضلهم وربمّا لأجل ذلك قام موقع إلكتروني سويدي موالي لجهة سياسية سويدية معادية للمهاجرين بمطالبة السلطات بطرد الذين جاءوا لإغتصاب نسوة السويد , وقد حزّ في قلبي أن أسمع هذا التباهي من شباب ينتمون إلى دولة يصول فيها شارون ويجول بإجرامه , كما حزّ في قلبي أنّ أشاهد بأم عيني أنّ معظم المتورطين في تجارة المخدرات و نشرها ينتمون إلى إقليم إسلامي يحترق , بل إنّ بعض الشباب والكهول في أكثر من عاصمة غربية جرى إعتقالهم بتهمة إغتصاب مراهقات و أطفال صغار في بعض الأحيان .

هذا غير الضحك على الدول الغربية بأساليب مخجلة , فربّ مسلم إقترض من بنك غربي مبلغا خياليا لإستثماره في مشروع تجاري إختلس هذا المبلغ وأودعه في بنك خاص في وطنه العربي وبعد ذلك أعلن إفلاسه , و هذه الأمور ليست خاصة بل صارت عامة وفاحت رائحتها النتنة , والعجيب أن الذين يعلنون إفلاسهم زورا وبهتانا , يعيدون فتح نفس المشاريع بأسماء زوجاتهم وأقاربهم بإعتبار أنّ هذه الأسماء غير ملوثّة بعد .

وقد نشبت الصراعات حتى في المساجد بين مسيريها و المرتزقين منها , حتى تدخلت الشرطة الغربية في أكثر من مسجد بعد أن تبادل مسيرو هذا المسجد التهديدات الأمر الذي تطلبّ إحضار الشرطة لفك الخصام , وقد كنت على رأس لجنة وساطة في مسجد من هذه المساجد والتي رغم تدخل الوجهاء فإنّ الخلافات لم تنته , و كم كان بليغا وفصيحا ذلك القاضي السويدي الذي قال للمختلفين : شئتم أو أبيتم عليكم أن تتفقوا لأنّكم يجب أن تلتقوا في بيت الله بمحبة ومودة .

ولو وسعتنا هذه العجالة لذكرنا قصصا يشيب لها الولدان , ولكن بعدها ألا يحق لنا أن نوجّه أصابع الإتهام إلى المسلمين الذين جنوا على إسلامهم وحضارتهم .

ومن الكافر يا ترى ! الذي يسعف مستضعفا فيعطيه راتبا وطبابة وبيتا وأمنا وجواز سفر وبطاقة بنكية , أم ذاك الذي يكذب ويسرق ويختلس ويغتصب ثمّ يقول زيفا : أشهد أن لا إله إلاّ الله ...

و في السابق وعندما كان الغربيون يريدون معرفة أي تفاصيل تتعلّق بالعالم العربي والإسلامي أو المسلكية الاجتماعية للعرب والمسلمين كانوا يعودون إلى المراجع الفكرية والثقافية التي وضعها المستشرقون الذين أحتكوا بالجغرافيا العربية والإسلامية وكتبوا انطباعاتهم عما شاهدوه في الشرق الذي مازال يظن البعض في الغرب أنّ علاء الدين وفانوسه السحري مازال يقيم فيه . ويعترف بعض الباحثين الغربيين الموضوعيين أنّ الكثير من هذه الدراسات لم تكن موضوعية باعتبار أنّ الكثير من هذه الدراسات ارتبط بالحركة الاستعمارية الغربية للعالم العربي والإسلامي .

وبعد هؤلاء المستشرقين برز في الغرب مجموعة من الكتّاب الشرقيين الذين استغربوا بمعنى هاجروا إلى الغرب أو الذين ولدوا في الغرب وباتوا يكتبون عن مواطن جذورهم ولكن بمناهج درسوها في المعاهد الغربية وربما بخلفيات إيديويلوجية سائدة في الواقع الغربي . ولم تساهم هذه الدراسات في تبيان الصورة بشكلها الصحيح عن العرب والمسلمين , وظلّ الغربيون العاديون يعرفون النزر اليسير عن العرب والمسلمين .

ومع تدفق العرب والمسلمين المهاجرين على الغرب واستيطانهم بشكل ملفت للنظر في المدن والعواصم الغربية , بات في وسع الغربيين أن يحتكوا بالحالة العربية والإسلامية بشكل مباشر وأن يطلعوا عن كثب على المسلكية الإجتماعية والخلقية والنفسية للعرب والمسلمين , وللأسف الشديد يمكن القول أنّ الغربي الذي كانت في ذهنه صورة سلبية عن العرب والمسلمين جرّاء قراءات معينّة , فانّ هذه الصورة ازدادت رسوخا وتأكدت بشكل كامل بل وأزدادت سوداوية , لأنّ العديد من العرب والمسلمين قدموا أداء سلبيا عن حضارتهم وثقافتهم وباتوا وبالا على حضارتهم .

ولا تخلو الصحف الغربية في الغرب أو في السويد على وجه التحديد من أخبار القتل والسرقة والاغتصاب والاتجّار بالمخدرات والتهرب من دفع الضرائب و التحايل على مؤسسات الدولة والتي أبطالها للأسف الشديد من العرب والمسلمين . ففي السويد على سبيل المثال يلجأ كبار التجار من العرب والمسلمين الى التحايل على الدولة السويدية و التهرب من دفع الضرائب وذلك بإعلان إفلاسهم بعد أن أقاموا تجارتهم بفضل قروض أستلموها من البنوك السويدية , وبعض أصحاب المحلات ورغم أنّ رزقهم ميسور ويربحون مبالغ طائلة لا ينالها السويدي نفسه , إلاّ أنّهم يلجأون إلى السرقة كما حصل مع صاحب محل للمواد الغذائية الشرقية والذي سرق عجلات من شركة فولفو المعروفة ليبيعها بأبخس الأثمان في محله إلى أن تمّت مباغتته وهو يبيع هذه الدواليب المسروقة .

بل إنّ معظم المحلات التي يملكها عرب ومسلمون لا تستنكف أن تبيع المجلات الخلاعية والأفلام الخلاعية و السجائر المهربة , و أمّا بيع المخدرات فقد تخصص العديد من العرب والمسلمين في هذه المهنة المشينة والمقيتة , و هذا لا يعني أنّه لا يوجد طبقة ملتزمة بأخلاقيات حضارتهم وتحاول تأكيد العكس عما يشاع عن العرب والمسلمين , لكنّ المشكلة تكمن في أنّ تكرر الأعمال الإجرامية والتي يضطلع بها عرب ومسلمون والتي يشاهدها المواطن السويدي أو الغربي مباشرة , جعلت من الصعب الاعتقاد أن العرب والمسلمين أصحاب حضارة راقية تنأى بنفسها عن أي عمل من شأنه الإضرار بالإنسان مهما كانت عقيدته أو دينه أو شكله أو قوميته .

وقد أصبحت مهمة المخلصين لحضارتهم على غاية كبيرة من الخطورة ذلك أنّ عليهم أن يناضلوا على صعيد تغيير ما علق في أذهان الغربيين عن العرب والمسلمين جرّاء قراءتهم لكتب استهدفت الحضارة العربية والإسلامية , وعلى صعيد أخر على هؤلاء المستنيرين أن يناضلوا على صعيد التأكيد أنّ الإسلام شيئ والمسلمون شيئ أخر , وأن التصرفات السلبية للكثير من العرب والمسلمين لا تجسّد إطلاقا حقيقة الإسلام وحضارته السمحة .

لقد أستغلّ العديد من العرب والمسلمين جوّ الحرية الموجود في الغرب وحالة الرفاهية المطلقة وغياب ظاهرة المخابرات المكشوفة والعلنية ليستغلوا الوضع باتجاه سلبي متناسين أنّ الكل تحت الرصد , وعندها لا يصبح بكر أو خالد أو علي أو عمر هم المتهمون بل تصبح الحضارة العربية والإسلامية هي المتهمة وخصوصا في ظلّ خلفية غربية مفادها أنّ الإسلام مشكلة في حدّ ذاته !